مستشفيات بنغازي..نقص في الإمكانيات الطبية وحالة من الإهمال في أقسامها.. فمن المسؤول؟!

*عائشة الفيتوري: إدارة المستشفى رفضت دخول أي صحفي خوفا من رؤية التلوث

*عبد الحق العبيدي: سيارة الإسعاف لا تعمل مع العلم أن لديهم ميزانية بقيمة 9 آلاف دينار من شركة ليبيا للتأمين من أجل التصليح.

*محمود العلواني: تردي خدمات المرضى وعدم المساواة وسوء المعاملة.

*فاضل الخشمي: أطالب بتأِشيرة وتقرير طبي بحالتي، والعلاج سيكون على حسابي الخاص.

*أحمد مصطفى: طلب منا مدير المستشفي إقفال الصيدلية والأدوية الموجودة فيها توزع على الأقسام.

*محمد بالعيد: الإمداد الطبي من إعانات ومنظمات عالمية أو جمعيات ومن الطبيعي عندما تأتي هذه الإغاثة لا تأتي كاملة يوجد نقص في ظل زيادة الجرحى والحوادث.



ذكر الأطباء وأطقم التمريض والجرحى بمستشفيات ببنغازي أن حالة من الإهمال والفساد المالي والإداري ونقص في الإمكانيات تعيشه المستشفيات في المنطقة الشرقية وكذلك عدم المساواة والمعاملة السيئة وغياب الأطباء عن أداء واجباتهم في ظل زيادة الجرحى ناهيك عن عدم مراقبة وزارة الصحة بالمجلس الانتقالي أوضاع المستشفيات التي تمتلئ بالجرحى.

. لمعرفة المزيد قامت صحيفة قورينا الجديدة باستطلاع داخل مستشفيي ” 7أكتوبر” و”الجلاء ببنغازي”..

يقول علاء العبيدي وهو طبيب تخدير بمستشفى 7 أكتوبر: منذ اندلاع الثورة ونحن نعمل، فيما أطباء آخرون جالسون في البيت.. وبسبب ذلك نعتصم هنا، لأن الناس يموتون، ولا يتكلم عنهم أحد والسبب الإهمال داخل المستشفى، وهناك أيضاً اختصاصيون لا يأتون للمستشفى أكثرهم عيادات خاصة مثل أطباء الباطنة.. ونحن إذا تأخرنا نجد تقريرا ووفيات بسبب عدم مرور الأطباء.. ندرك أن هناك نقصاً بالأدوية والتحاليل والمعدات، وعندما نتحدث عن هذه الأمور يبلغوننا أننا في وقت أزمة، وهناك أيضاً اختلاسات مالية.. هذا اعتصام ضد الإدارة.

وتساءل العبيدي قائلاً: أين ذهبت السيولة؟ .. نريد تحقيقا مع الأشخاص الذين غابوا عن أداء واجبهم.

من جهته، قال رئيس قسم باطنة رجال محمود العلواني بالمستشفى: إن الاعتصامات التي خرجت في المستشفى سببه تردي خدمات المرضى وعدم المساواة وسوء المعاملة تبدأ من توقيعات الحضور والانصراف وتأخير خمس دقائق تجد لفت نظر، وإذا تكرر خصم، وفساد إداري فلا يجب السكوت عليه.

وقال عبد الحق العبيدي، وهو طبيب تخدير: إن عدداً من الأطباء كانوا وراء تخويف وتهديدنا ومن هنا نعتصم ونطالب بتوقيف الفساد الإداري والفساد المالي والعقود الوهمية والسرقة.. لدينا سيارة إسعاف لا تعمل مع العلم أن لديهم ميزانية بقيمة 9 آلاف دينار من شركة ليبيا للتأمين من أجل التصليح.

ومضى قائلاً: هناك أشخاص منذ عام 2003م وهم جالسون في البيت ورواتبهم مستمرة حتى الآن والأطباء لا يمرون على المرضى وعدم توفر الإمكانيات، مثل: صورة رنين المغنطيسي وصورة الكمبيوتر وصورة “الإيكو” والتحاليل خارج المستشفى.. نريد إصلاحات في أقرب وقت ممكن.

ومن جانبه، يضيف الممرض عبد الله إبراهيم: أن المستشفى 7 أكتوبر يعاني من نقص في العديد من الإمكانيات وهناك نقص في معمل التحاليل تحليل السكر فقط هو الذي يعمل رغم أن التحاليل قبل الأحداث كانت تعمل بالكامل ووضعية الحمامات سيئة جداً.

ويؤكد عيسى عبد الرب ممرض بقسم الباطنة: ذهبنا كمتطوعين إلى مستشفى إجدابيا والبريقة في شهر رمضان وعدنا فوجدنا أنفسنا منقطعين عن العمل فطلبوا منا إثبات أننا كنا في الجبهة نساعد إخواننا المصابين من الثوار فأتينا برسالة ولم يعترفوا بها وهذا الحديث صدر من الشؤون الطبية ومساعد المدير بمستشفى 7 أكتوبر.

ويقول علاء البرغثي ممرض: مستشفى 7 أكتوبر مازالت وكأنها في عهد القذافي فهناك مشاكل نعاني منها في المستشفى أولها العناية المركزة تخرج الوفيات منها من الباب الخلفي وأي شخص من أهل المريض لا يعطي له تفاصيل حالة المريض.. نحن نطلب من المجلس الانتقالي التحقيق في الفساد الإداري وكذلك نطالب بزيادة الأدوية والإمكانيات وهناك أيضاً تفرقة في العمل فالراتب أعطي لممرضات معينات فقط

وقالت حنان البرشة، وهي ممرضة في قسم الجراحة: نعتصم من أجل الذين ماتوا من جراء الإهمال والمحسوبية وعدم الرعاية الطبية لهم فهناك أمور صعب السكوت عنها، مثل العناية المركزة لا يوجد بها تعقيم ولا نظافة لدرجة أن كيس البول لا يتم تغييره بل تبديله، مما يسبب مرضا فوق مرض المريض أيضاً ملابس المريض التي يلبسها مفتتة وقديمة وأيضاً لا يوجد أجهزة بالرغم من صرف ميزانية لتطوير الوضع الصحي للمستشفى.

من جهتها، قالت عائشة الفيتوري، وهي ممرضة في المختبرات: إدارة المستشفى رفضت دخول أي صحفي خوفا من رؤية التلوث الذي يسود المكان وتعاني منه العناية المركزة بالذات.. إنهم يستعملون أشياء متكررة لأكثر من مريض، وهذا يساعد في نشر الأمراض، فالعناية معروف عنها أنها خالية من أي بكتيريا أي معقمة تماماً والنظافة فيها عادية جداً وهذا الاعتصام جاء بعد محاولات كثيرة وذهبنا إلى أمانة الصحة وجاء عضو من المجلس الانتقالي هنا، ولكن دون فعل!.

وأكدت فاطمة المقصبي، وهي اختصاصية تحاليل: عندما نسأل عن الميزانية يكون الرد “الميزانية قليلة من تجار الذهب”.. وإن تجرأ أحد وتكلم يلغون العقد.. لديّ أقارب ضحوا من أجل ليبيا وليس من أجل هؤلاء.

وقال علي الحوتي، ممرض في قسم الجراحة: رفض رئيس قسم الجراحة أن نعتصم.. هذا الشخص منذ بداية الثورة وبالتحديد أحداث سقوط كتيبة الفضيل بوعمر لم يأت ولا يوم للمستشفى.. ولم يؤد أي عملية منذ سبعة شهور.. طالبنا كثيراً تحسين القسم، ولكن لا حياة لمن تنادي!.

ويشير فني التخدير في قسم العمليات بمستشفى 7 أكتوبر، عادل الفرجاني: إلى أن الاعتصام الذي خرج بالمستشفى من أجل إصلاح الفساد الإداري، و أيضاً غرفة العمليات غير الصالحة للعمليات لكثرة البكتيريا والجراثيم وكذلك العناية المركزة، وهناك تجاوزات كثيرة وإمكانية توفير أطقم طبية مساعدة لا يوجد كلها مكاتب ولقد قدمنا يوم 20/7/2011مذكرة لرقابة الصحة ولم يحدث شيء حتى هذه اللحظة مطالبنا تحسين المستشفى من كل النواحي..

ويقول جلال الورفلي رئيس قسم الصيانة سابقاً بمستشفى 7اكتوبر بتاريخ 28/6/2011 صباحاً دخلت القسم فوجدنا جثمان امرأة وسألت عنها فوجدت أنها موجودة من 25/6/2011 كتبت مذكرة لنقلها إلى ثلاجة المستشفى فأبلغوني أنها عاطلة ورفضوا تحويلها إلى مستشفى الجلاء.. مما سبب رائحة كريهة والمذكرة لم يستلموها مني وتغاضوا على الموضع.

مستشفى الجلاء

وفيما يتعلق بمستشفى الجلاء للحوادث ببنغازي التقت قورينا الجديدة من الحديث مع مديرها محمد بالعيد : إن نزلاء “قسم البريقة” وهم جرحى الجبهة طلبوا مقابلتي ولم أرفض ولكن عند دخولهم لم يكن هناك مجال للنقاش طردوني من المكتب.. وتبين بعد ذلك السبب وهو تقصير وإهمال من المستشفى.

وأكد المدير على أن الجرحى طالبوا بزيادة الاهتمام بهم لذلك نحن كإدارة مستشفى أي شكوى تأتي من مريض نأخذ إجراءات حولها.. ندرك تماماً أننا في حالة حرب والأرصدة الليبية مجمدة في الخارج وتوفير أي شيء يتم بسيولة لذلك لا نضع اللوم على التمريض أو إدارة مستشفى أو على المجلس الانتقالي أو وزارة الصحة.

وأضاف بالعيد: أن الإمداد الطبي الآن “الإغاثة” لا يأتي كاملاً.. ضروري يوجد نقص في ظل زيادة الجرحى والحوادث… وبخصوص التمريض هناك غياب في بداية الأحداث نتيجة غياب الأمن والمتطوعين قدمنا لهم رسالة شكر على تعاونهم معنا.

وأوضح، أن الأطباء والمتخصصون موجودون ويقومون بالمرور على المرضى، وهناك ملف توقيع موجود.. وبخصوص الأمن الآن في المستشفى بادرت وزارة الدفاع ووزارة الصحة كلفوا سرايا بوسليم للحفاظ على أمن المستشفى واستقرارها.

ومضى بالعيد قائلاً: موضوع الصيدلية تريد ممولا لها، لأن أي مركز متخصص ليس لديه عيادة خارجية.. لدينا مرضى داخل القسم وعادة عند خروجه يعطي لهم مسكن للألم أو مضاد حيوي والجهاز الإمداد يوفر إمدادات بسيطة جداً.

رعاية كافية

من جانبه يقول المريض، وليد صالح حامد، من مدينة درنة: أصبت على مشارف سرت وسبب الاعتصام خروجنا من الأقسام والذهاب إلى الإدارة هو عدم الاهتمام بالمرضى والجرحى وبالأخص هؤلاء الثوار.. نريد رعاية كافية، لأننا خرجنا من أجل هدف واحد وهو تحرير ليبيا من القذافي وكتائبه خرجنا من أجل إنهاء الفساد والظلم، ولكن تفاجأنا عند وصولنا إلى مستشفى الجلاء بعدم الاهتمام.. هناك جروح لا تتحمل الانتظار وعمليات مقررة في الخارج، حتى الآن لم يتم علاجها والدكتور لا نراه إلا ساعة واحدة فقط.. نطالب المجلس الوطني الانتقالي الاهتمام بنا بقدر الإمكان أو إقفال المستشفى لأن الغرفة غير ملائمة للمرضى.

ويؤكد المريض فاضل الخشمي: أصبت في الوادي الأحمر برصاصة بخدي الأيسر وخرجت من الرقبة مما سببت لي كسرا.. خرجنا من أجل سوء المعاملة من قبل الإدارة وبعض التقصير من التمريض وأكثر شيء من المتطوعين وعدم الرعاية للثوار.. حتى الآن لم يسألني طبيب عن حالتي وحتى التغذية كنت أضعها بنفسي.. بكل صدق لم أكن أريد اللجوء إلى مستشفى الجلاء أدرك أنها ليس لديها الإمكانيات اللازمة وأطالب بتأِشيرة وتقرير طبي بحالتي والعلاج سيكون على حسابي الخاص.

صراخ

كما يقول المريض حافظ سالم عبد المولى، وهو آمر مدفعية للمحور الشمالي في الجبهة: أصبت بالوادي الأحمر بشظية راجمة من كتائب القذافي مما سببت لي قطع أصابع يدي اليمنى عند وصولي إلى مستشفى الجلاء في وقت متأخر لم أجد أحدا فأجبرت على الصراخ وعند مجيء الدكتور لم يفعل لي شيئا سوى لف الجرح بدون خياطته أو إعطائي مسكنا.

وأضاف، أما بخصوص الإدارة طردت المدير ومدير الشؤون الإدارية بسبب إهمالهم لنا وعدم اللامبالاة.. نحن خرجنا لجبهات القتال من أجل إنهاء الظلم ولكن أدركت أن القذافي مازال له أعوان لذلك يجب القضاء عليهم.

وتضيف ممرضة في مستشفى الجلاء سمية جمعة منذ عام 1996: نفس الروتين لم يتغر شيء وعند انطلاق ثورة 17فبراير تعاملنا مع الوضع كممرضات وعاملات ومبيت في المستشفى وهذا واجبنا نحو الثوار، لكن ومع هذا الجهد وجدنا معاملة سيئة من الإدارة وهيأة التمريض وبعد فترة تغير النظام الإداري فوجدنا الإدارة الجديدة بنفس الروتين السابق تماماً باستثناء المدير الذي يحترم كل مجهوداتنا والمشاكل التي تواجهنا قلة الإمكانيات الطبية وقلة مرور الأطباء وحتى التحليل خارج المستشفى.

ويقول أحمد مصطفى صيدلي متطوع بالمستشفى: قمنا بفتح الصيدلية في المستشفى وأصبحنا ندعم بمجهوداتنا الذاتية من شركة أدوية وصيدليات خاصة فطلب منا المدير إقفال الصيدلية والأدوية الموجودة فيها توزع على الأقسام بسبب عدم وجود عيادة خارجية مع العلم بأن الصيدلية كان تغطي المنطقة بكاملها ونطالب بفتح الصيدلية.

مشكور ثائر حر والكلام اللي كتبته كله صح مستشفيات بنغازي تعاني من النقص
الحاد في الادوية والمواد الاولية وغدا ان شاء الله هناك مسيرة لمساندة الجرحي
لا يرفع فيها ايا شعارات الا شعارات الخاصة باجرحي وهذه المسيرة سوف تكون في الحدائق امام المجلس الوطني وربي يوفق الجميع ان شاء الله