موجهة خطابها لـ”عبدالجليل”.. رابطة شهداء بوسليم تؤكد على الوحدة ونبذ الجهوية

عضو مبدع

أكدت رابطة “أهالي شهداء مذبحة سجن بوسليم” على المواقف الطيبة والجهود المشكورة لرئيس المجلس الوطني

الانتقالي المستشار مصطفى عبدالجليل في سبيل إنجاح ثورة ليبيا المباركة، والسير بها نحو بر الأمان.

جاء ذلك تعليقاً بحسب ما جاء في بيان لها على ما ورد في خطاب عبدالجليل في ساحة الشهداء بطرابلس، وذلك

يوم الإثنين الموافق 12 من سبتمبر.

وأكدت الرابطة كذلك على المُضي قُدماً تحت راية الانتقالي حتى تتحرر ليبيا وتُسلم السلطة للشعب الذي سيختار

من يحكمه ومن يهتم بمصالحه.

وجاء في البيان أن من باب العدل والإنصاف إرجاع الفضل لأهله حتى يُحفظ التاريخ الذي سُطِّر بدماء شباب

ليبيا الأحرار ، وكُتِبَ بمدادٍ من دموع الأمهات والأرامل، مشيراً بقوله: “هذا التاريخ هو الذي سجل لكم موفقكم

الشجاع في جلسة مؤتمر الشعب العام ـ وذلك أثناء حكم الطاغية ـ حين تكلمت عن أهمية العدل وأثره في تسييـر

حياة الناس والمحافظة على حقوقهم ومصالحهم، وقلت تلك المقولة المشهورة ” العدل أساس الملك “، وهذا العدل

هو العامل الأساسي لبناء ليبيا الحرة” .

العدل

وورد في البيان، “بما أن العدل هو أساس المُلك، فإننا نُوجّه كلمة للمستشار مصطفى عبدالجليل ـ حفظه الله ـ

مفادها أن لا مكان للمجاملات والمحاباة على حساب التاريخ، فعندما نتحدث عن بداية هذه الثورة المباركة وشرارتها

فإننا ننسب الفضل لأهله ـ أي أهل بنغازي ـ الذين كان لهم السبق في إشعال فتيل هذه الثورة، ونخص بالذكر أهالينا

(أهالي شهداء مذبحة سجن بوسليم) ومن لحق بهم من شباب ليبيا الأبطال الذين التحقوا بنا يوم الثلاثاء الموافق 15

فبراير أمام مديريـة الأمن ببنغازي، حيث توحدت أصواتهم وقلوبهم معنا، ليرتفع سقف المطالب من الإفـراج عن

المعتقليـن فـي تلـك الليلـة إلى الإفراج عن كافة الشعب الليبي من الظلم والذل والعبودية، ولترتفع تلك العبارة المدوية

والتي نُقلـت عبر قناة الجزيرة وحركت مشاعـر جميـع الليبييـن في جميـع أصقاع ليبيا، ألا وهي عبـارة

( نوضي نوضي يا بنغازي.. جاك اليوم اللي فيه تراجي)، ولتدفع الشباب في مسيرة تاريخية متجهة إلى ميدان

الشجرة بوسط بنغازي وهي تستقطب كل ثائر وكل محب للحرية.

واسترسل الأهالي في بيانهم قائلين: “وقبل وصولها إلى ميدان الشجرة تم الاعتداء على هؤلاء الثوار من قبل

بعض “البلطجية” الذين دفع بهم هذا النظام الفاسد لإخماد هذه الشُعلة التي توهجت لتُرى أنوارها في كافة

ربوع ليبيا الحبيبة، ولكن الثوار تمكنوا من التصدي لهم ومواصلة المسير إلى الميدان ، ليرتج ميدان الشجرة

تلك الليلة بعبارة ( الشعب يريد إسقاط النظام ) معلنةً نهايةً لعهد الذل والاستبداد وبدايةً لعهد الحرية والكرامة.

ومضى الأهالي قائلين كذلك: “وتم في هذه الليلة إنزال صور الطاغية وتمزيقها، وبعدها تم الاعتداء على المتظاهرين

من قبل رجال الأمن بالهروات وبخراطيم المياه الساخنة، ليسقط العديد من الجرحى في تلك الليلة، وتستمر

المواجهات إلى الساعة الرابعة فجراً، واضعةً حجر الأساس نحو الانطلاق إلى الحرية والاستقلال”..”هذه هي

سيرة الأحداث التي وقعت في تلك الليلة المباركة والتي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ، وسُجلت في سجل

الحريات وقواميس البطولات”.

التمسك بالوحدة

وأكدت الرابطة على ضرورة التمسك باللُحمة الوطنية، وترك التفاخر والمباهاة التي نهى عنها الشرع الحكيم،

والتي تسبب الفرقة والتناحر بين كافة قبائل ومدن بلادنا الحبيبة، وهذا ما لمسناه في آراء الشارع وفي المواقع

الإلكترونية، بل وفي ميادين القتال ـ إثر خطابكم الأخير ـ ووصفكم بأن مدينة البيضاء كانت هي شرارة الثورة،

حيث تم تبادل العديد من العبارات والمشادات الكلامية في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) بين إخواننا في

مدينة البيضاء والعديد من مدن ليبيا الحرة ، كُلُّ يتحدث عن مدينته وينسب الفضل إليها.

ومضت قائلة: “ونحن في هذه المرحلة الحرجة لا نؤيد ولا نبارك أي أحاديث أو أفكار أو آراء لا تخدم مصلحة

بلادنا ووحدتنا التي دفعنا أغلى ما عندنا من خيرة شبابنا وهُتكت من أجلها أعراضنا ، ويُتمت أطفالنا ، ورُملّت

نساؤنا، كما أننا نوصي جميع أطياف شعبنا الحر بضبط النفس والابتعاد عن التحزبات وحظوظ النفس التي من

شأنها أن توهن الصف وتسُدّ الطريق أمام وحدة بلادنا الحبيبة واستقلالها”.

وأضافت، “ونذكر الجميع بان إخواننا الليبيين مازالوا محاصرين في العديد من مدن ليبيا، محتاجون إلى وحدة كلمتنا

وتنظيم صفوفنا”.

وختمت الرابطة بيانها قائلة: “وختاماً فإننا نتوجه بالشكر والتقدير إلى المستشار مصطفى عبدالجليل ـ حفظه الله ـ

ونؤكد له على حبنا له ونصحه من أجل أن نحقق مبدأ العدالة والمساواة بين الحاكم والمحكوم، ولنقتدي بأسلافنا

الأبطال الذين كانوا يقبلون النصح والنقد البنّاء الذي يخدم قضية الإسلام والوطن” .

وأضافت، “كما نؤكد لكافة الشعب الليبي أننا كرابطة أهالي شهداء مذبحة سجن بوسليم ندعم ونبارك كل من

يسير قُدماً في سبيل بناء هذا الوطن ومحاربة الظلم والفساد، وهذه الأهداف النبيلة هي التي جعلتنا نقف في وجه

الطاغية وأزلامه منذ عام 2008، حيث كانت شعاراتنا وهتافاتنا لا تخدم قضيتنا فقط، بل تخدم كافة إخواننا الليبيين”،

“كما نعلن ونؤكد في ختام هذا البيان المسير قُدماً في هذه الغاية، كي نوصل رسالتنا النبيلة من جيل إلى جيل حتى

يعم الأمن والأمان والرخاء والسخاء كافة ربوع ليبيا الحبيبة”.

عضو نشيط

عضو نشيط