مناجاة القمر
كان لي حبيب يملأ نفسي نوراً , وقلبي لذة وسروراً , وطالما كنت أناجيه ويناجيني بين سمعك وبصرك , وقد فرق الدهر بيني وبينه , فهل لك أن تحدثني عنه , وتكشف لي عن مكان وجوده ؟ فربما كان ينظر إليك نظري , ويناجيك مناجاتي , ويرجوك رجائي.
وهأنذا يخيل إلي أن اره صورته في مرآتك , وكأني اراه يبكي من أجلي كما ابكي من أجله , فأزداد شوقاً إليه , وحزنا عليه . . فابق في مكانك طويلا تطل وقفتنا ويدم اجتماعنا .
أيها القمر المنير
ما لي أراك تنحدر قليلا قليلا إلى مغربك كأنك تريد ان تفارقني , وما لي أرى نورك الساطع قد أخذ في الانقباض شيئاً فشيئا , وما هذا السيف المسلول الذي يلمع من جانب الافق على رأسك ؟
قف قليلاً , لا تغب عني , لا تفارقني, لا تتركني وحيداً, فاني لا أعرف غيرك, ولا أنس بمخلوق سواك.
اه, لقد طلع الفجر, ففارقني مؤنسي , وارتحل عني صديقي , فمتى تنقضى وحشة النهار , ويقبل إلي أنس الظلام !!