أفكار برادلي الجديدة تصطدم بصخرة البرازيل

قدم المدرب الأمريكي بوب برادلي أفكارا غير مألوفة في أول ظهور للمنتخب المصري
تحت قيادته، بيد أن ذلك التجديد في الفكر اصطدم بواقع قوة البرازيل كخصم استطاع
الفوز بسهولة بهدفين في لقاء ودي بالدوحة.

عمد برادلي مباشرة إلى اعتماد
طريقة اللعب 4-4-2 بدلا من 3-5-2 التي دأب سلفه حسن شحاتة على استخدامها خاصة في
المواعيد الكبرى حيث كان يجرؤ في بعض الأحيان على اللعب بالطريقة الأولى في
المباريات السهلة.

ودفع برادلي بالحارس الشاب أحمد الشناوي أساسيا بدلا من
المخضرم عصام الحضري، ومنح الصاعد أحمد حجازي فرصة مرافقة وائل جمعة في قلب الدفاع
على أن يلعب محمد ناصف مباراته الدولية الأولى في مركز الظهير الأيسر، في حين لم
تشهد بقية الخطوط أسماء جديدة.

ولجأ المدرب الأمريكي إلى الدفع بنجم الزمالك
الأعسر محمود عبد الرازق "شيكابالا" على الجناح الأيمن، في حين قام بتوظيف أحمد
المحمدي في الجهة المقابلة عكس المعتاد.

وسعى برادلي بذلك إلى مجاراة أسلوب
اللعب السائد في أوروبا حيث يوضع اللاعب الأعسر على اليمين، والأيمن على اليسار على
أساس أن ينجحا في الاختراق إلى العمق وإرباك دفاع الخصم، بدلا من الركض بشكل
كلاسيكي ولعب كرات عرضية قد تكون مقروءة في أغلب الأحيان.

وتنطبق هذه
الطريقة على الجناح الهولندي أريين روبن الذي لعب مع بلاده في كأس العالم الماضية
على الجبهة اليمنى رغم عدم إجادته التسديد إلا بالقدم اليسرى، وهو ما يشبه أيضا
وضعية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في ريال مدريد حيث يلعب على اليسار في
أغلب الأحيان.

ولم يجد شيكابالا والمحمدي سهولة في استيعاب التكليف الجديد،
إلا أن الأخير تأقلم بشكل أسرع في المنعطف الأخير من المباراة وسدد أكثر من كرة
خطيرة، ليقترب من الصورة التي كان عليها نجم المنتخب الأمريكي لاندون دونوفان تحت
قيادة برادلي.

وعلى مستوى خط الوسط، دفع برادلي بالثنائي حسام غالي وحسني
عبد ربه في المنتصف، في حين كان أحمد فتحي يلعب كظهير أيمن، فيما تزامل عماد متعب
ومحمد زيدان في خط الهجوم.

وعانى غالي وعبد ربه كثيرا في الشوط الأول جراء
ثقل الحمل الملقى على عاتقهما ممثلا في تركز لاعبي الوسط البرازيلي في العمق حيث
تركا الجانبين للظهيرين داني ألفيش وأليكس ساندرو.

وبدا الفراعنة في هذا
المشهد بحاجة إلى لاعب ارتكاز كلاسيكي يعتمد في لعبه على الجوانب البدنية أكثر من
الفنيات وهو ما افتقده غالي الذي مر منه أغلب لاعبي البرازيل بسهولة ليستبدل به
المدرب لاعب الزمالك إبراهيم صلاح.

وبالمثل، افتقدت مصر أيضا صانع ألعاب
متأخر كهمزة وصل مع الخط الأمامي وهو الدور الذي كان يقوم به في المعتاد محمد أبو
تريكة أو أحمد حسن.

وأصلح برادلي هذا العطل في الشوط الثاني بالدفع بوليد
سليمان الذي كان يبتعد ويقترب من منطقة جزاء الخصم حتى يمد المهاجمين بالكرات بدلا
من حالات العزلة التي عانى منها متعب في الشوط الأول لعدم وجود صانع
ألعاب.

وعلى مستوى الأداء الفردي، تألق الحارس الشناوي بشكل ملفت باستثناء
كرة الهدف الثاني مما يبشر بقدرته على خلافة الحضري، في حين أبرز رفيقه في منتخب
الشاب حجازي رجولة في قلب الدافع ومنع هدفا محققا كاد أن يكلفه إصابة خطيرة حين
اصطدمت ساقه بقائم المرمى.

وعاب وائل جمعة اللجوء إلى الخشونة في أكثر من
لعبة وهو ما قد يبرر بافتقاده السرعة اللازمة لمجاراة مهاجمي الخصم بسبب تقدمه في
السن.

ويظل الدفاع نقطة الضعف الأبرز في صفوف مصر بعد أن جاء هدفا اللقاء
نتيجة غفلة من عناصر الخط الخلفي، وهي المشكلة التي تبدو وقد حلت محل الفشل مع
الكرات الثابتة في عهد شحاتة.

ويبقى من المبكر الحكم على المنتخب المصري تحت
قيادة برادلي في ظل أن المباراة كانت الأولى له وكذلك أمام خصم بحجم
البرازيل.

ويُحسب للأمريكي أن أفكاره الجديدة ليست تقاليع غير مألوفة بقدر
ما هي توجهات سائدة في أوروبا كما أن أغلب تغييراته غلبت عليها
المنطقية.

وينتظر أن تتضح ملامح عهد برادلي أكثر مع بدء الارتباطات الرسمية
العام المقبل ممثلة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم حيث سيكون قد حسم
قضية الحرس القديم واستقر على الهيكل الأساسي للفريق بفترة إعداد أطول من تلك التي
قضاها قبل رحلة الدوحة.

يعطيك الف عافية مشكور علي نقلك