كشف أمازيغ الطوارق في قرية تلاقين إحدى قرى أوباري في الجنوب الليبي -في تصريحات لقورينا الجديدة- حقيقة
تزوير الأوراق التي كان نظام القذافي عام 2007 قد كلف لجنة خاصة لمنحها لسكان تلك القرية.
وقال أمازيغ الطوارق إنه كان يمنحهم تلك الأوراق من أجل تجنيدهم واستغلالهم، وبعد مرور فترة ثلاثة أشهر من منحهم
لتلك الأوراق، يتم اعتقالهم عند نقاط التفتيش الواقعة داخل البلاد بحسب قولهم.
وأكدوا في تصريحاتهم لقورينا الجديدة، أنهم في تلك المنطقة يعانون من عدم امتلاكهم للهوية وتعرضهم للانتقاد من قبل
قبائل أخرى هي أيضاً ساندت النظام، كما ظلوا يتسألون متى نحصل على حقوقنا ويدرك العالم حقيقة معاناتنا؟.
تصفيات جسديةوأوضحوا أن نظام القذافي قام بتصفية ونفي كل النشطاء الإعلاميين الذين ينتسبون إلى القرية والذين حاولوا إيصال
صوت أمازيغ الطوارق للعالم وإطلاعه على هذه الفضائح، والتي كان أحد أهم أسبابها وفقا لتقارير إعلامية التكتم
الإعلامي الذي مورس ضد هذه الفئة وحرص القذافي على عدم تسرب أخبار هذه القرية التي تعتبر عاملاً محركا
وموحداً للصحراء.
وأشاروا إلى أن قرية تلاقينظلت معتقلا كبيرا لا يستطيع قاطنوه السفر حتى إلى المناطق القريبة داخل البلاد وذلك
بسبب عدم امتلاكهم لأوراق ثبوتية وبذلك يتم توقيفهم ووضعهم في المعتقلات بحجة أنهم أجانب .
يشار إلى أن قرية تلاقين هي إحدى قرى أوباري في الجنوب الليبي وهي من أشد المناطق فقراً، يعتمد سكان هذه القرية
الذين ترجع أصولهم إلى قبائل الطوارق الأمازيغية ، تعتمد في بنائها على الطين وسعف النخيل ، ويبلغ سكان هذه
القرية حوالي 6000 نسمة نزح منهم ما يقارب الألفين نسمة وذلك بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد والانتقامات التي
يخشاها معظمهم.
ودخل سكان هذه القرية ليبيا عام 1960، بعد الجفاف الذي ضرب أطراف الصحراء شمالي مالي والنيجر، إلا أنهم
سلبوا جميع حقوقهم القانونية والسياسية والثقافية رغم مشاركتهم في بناء الدولة قرابة نصف قرن حتى الفترة الحالية-
كما يقولون- التي دخلت فيها البلاد مرحلة التغيير والديمقراطية، كما شارك هؤلاء في جميع الحروب التي أقحم القذافي
الشعب الليبي فيها من تشاد إلى لبنان، رغم حرمانهم من الهوية والحقوق الثقافية والتنكيل بهم أشد التنكيل ومنعهم من
السفر إلى الخارج خوفا من أن يفضحوا الجرائم التي ارتكبها النظام السابق.