الجميع يضع ترشيحات لنيل لقب دوري أبطال أوروبا في هذا الموسم نهائي مايو 2012
الذي سيقام على ملعب إليانز أرينا معقل البايرن ميونيخ الفريق الأول في ولاية
بافاريا، لكن المنطق من سيرشح لنيل اللقب الأغلى في العالم على مستوى
الأندية؟
لو شاهدنا على سبيل المثال هذا الموسم و من كان يقدم كرة قدم فريدة
من نوعها رغم الإصابات الحساسة التي تضرب منظومة الفريق لشاهدنا أن بايرن ميونيخ
يقدم كرة فريدة من نوعها و على طريقتهم الخاصة أو كما يسميها البعض على طريقة
الماكينات الألمانية الكلاسيكية، كرة قدم هادئة ذو شخصية قوية و كرة جماعية من 11
لاعب و ليس من لاعب فحسب بل الجميع يلعب دوره الخاص و حتى أن تنظيم لعب الأدوار في
الملعب وصل لدرجة أننا نشاهد لكل لاعب مساحة معينة و منظمة و آخر يملك مساحة أوسع و
ثالث ربما يملك الملعب بالكامل و هذا منظم طيلة الدقائق الـ 90 في عدة مباريات و
خصوصاً المهمة فيها هذا ما أتحدث عنه تماماً.
بايرن ميونيخ هذا النادي تحدث
عنه خبراء الكرة الألمانية أنه يلعب كرة قدم لم يقدمها منذ عام 1950 على الأقل، نعم
هذا ما قاله رئيس ولاية بافارية و قصد هنا أن البايرن عام 1950 لم يكون أفضل حالاً
من 1970 لكن من هناك بدأ بمشاهدة البايرن، إذن هو يقصد أن البايرن يلعب كرة قدم لم
يقدمها أحد أبداً و حتى هو نفسه لم يفعل ذلك في تاريخه، بينما قال القيصر والإسطورة
الألمانية أن بايرن ميونيخ هو المنافس الوحيد لريال مدريد وبرشلونة في الوقت
الراهن، و من المعروف أن القيصر لا يتحدث عبثاً.
بعدة خطط و بعدة تشكيلات
قاد المدرب الشهير يوب هاينكس فريقه لإنتصارات مميزة و على فرق كبيرة، و في كل مرة
مهما إختلفت الخطة أو التشكيلة يقدم النوع ذاته من اللعبة، كرة قدم هادئة مهما كبر
حجم الخصم، قابل فياريال و حقق نصراً سهلة للغاية بهدفين دون رد، ثم قابل مانشستر
سيتي وبنفس النموذج حقق نصراً سهلا للغاية.
إذن نحن هنا أمام فريق يمر منتخب
بلاده في أوج العطاء و يبحث عن تتويج في اليورو القادمة و يحتوي على 8 لاعبين
أساسيين في بايرن ميونيخ مما يعني أننا نشهد فريق لديه التعطش للألقاب كما حال
منتخب بلاده و ما سيعطيه دفعاً معنوياً كبيراً أن النهائي سيقام على أرضه و بين
جماهيره فلو تحدثنا عن المنطق فإن شبه المؤكد أن يكون البايرن طرفاً في نهائي
البطولة نظراً تخبط آداء كبار المشاركين في البطولة الأوروبية بإستثناء البايرن
والريال والبرسا، فلو فرضنا غدم إصطدامهم قبل دور الأربعة الكبار و عدم تعرضهم
لإصابات كبيرة و حساسة تؤثر على مستوى الفريق فإننا سنشاهدهم في المربع الذهبي
بالإضافة إلى فريق رابع سيلعب دور الحصان الأسود في البطولة و خصوصاً أني أستبعد
تشيلسي الإنجليزي و ميلان الإيطالي اكبر الأندية المتأهلة مع البايرن و الريال و
البرسا فهم ليسوا جاهزين بعد لنيل لقب هذا الموسم.
وصول البايرن لنصف نهائي
دوري أبطال أوروبا يعني أنه على بعد خطوة من النهائي و إثنتين من التتويج بها، و
بما أن معظم المتواجدين حاليا فيه شاركوا في نهائي 2010 فهم على أهبة الإستعداد
لنيل الألقاب بالإضافة إلى برشلونة بالطبع فهو حامل لقب البطولة ثلاث مرات خلال
خمسة أعوام، أما الطرف الثالث فهو الأضعف بينهم من ناحية الخبرة بإستثناء مدربهم
مورينيو إذن حتى ريال مدريد قد يكون مستبعد لتعدي البايرن أو برشلونة في الإصطدام
في قبل النهائي أو حتى النهائي، الريال يملك نجوم عالميين و لكن لن نخوض في سيرة أن
الريال ليس متعداً بعد لنيل لقب دوري أبطال أوروبا لأن هذا اللقب يحتاج سنوات من
البناء و مورنيو بدأ البناء منذ أقل من عام و نصف و بالتالي هذا ليس كافياً برأي
لنيل لقب البطولة و إنما في موسم 2012-2013 أعتقد أن الريال سيكون أكثر الأندية
جاهزية.
إذن نحن وصلنا أن بايرن ميونيخ بقيادة الخبير يوب هاينكس و المنظومة
المربعة و المكونة من ضابط الإيقاع شفاينشتايغر و قائد المانشافت والبايرن فيليب
لام وماريو جوميز ومولر بالإضافة إلى الأطراف المكونة من ريبيري و روبن الذين إن
وجدوا في أي مباراة فالبايرن لا يخسرها، مع حارس مرمى يعد من أفضل حراس العالم في
الفترة الحالية مانويل نوير، إذن البايرن كامل و ما ينقصه إلا التتويج.
و
البرسا و بوجود ميسي وتشافي وإنييستا و المدافع بويول و ثلاث ألقاب أوروبية خلال
فترة قصيرة جداً فهم المرشح الأول لنيل لقب البطولة و هذا بالتأكيد لا يحتاج
للحديث، و بالتالي و برأي المتواضع وفقاً للمعطيات أرى أن البايرن وبرشلونة سيكونان
طرفا النهائي في أوروبا أو البايرن وريال مدريد مع أفضلية للطرف الأول و أفضلية
لنيل اللقب للبايرن والبرسا، و كما أكدت وصول البايرن للنهائي فهذا قد يقطع الشك
باليقين أنه سيحمل اللقب الأوروبي فجميع العوامل تصب في صالحه، الأرض والجمهور
والتعطش للألقاب.
لكن في نهاية المطاف هذه مجرد ترشيحات تعتمد على الورق و
الآداء الذي يقدمه الفرق و إستمرارية الآداء على شكل محدد دون تخبطه من مباراة
لأخرى و بالتالي قد يحصل على اللقب نادي دون العيار الثقيل لآنه وفي النهاية هذه
كرة القدم أي خطأ فيها قد يحول دون حصد الألقاب أو حتى الترشيح للأدوار
المتقدمة.
لكن رأيك الأهم، فماذا تتوقع عزيزي القارئ بناء على ما تشاهده في
الكرة الأوروبية؟