منتدى شباب 17 فبراير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا وسهلا بك من جديد (( زائر )).. عدد مساهماتك 0
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ليبيه بكل غرور
عضو

عضو
ليبيه بكل غرور



قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Empty
مُساهمةموضوع: قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار   قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Icon_minitime128/12/11, 04:55 pm

قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Libya44xp6zx6



على تلة مرتفعة من المدينة يقبع في صمـــــــت ووقار مطلا على الوادي
بشموخ وكبرياء.. عين علـــى الطريق المؤدية للمدينة يراقبها وعينه الأخرى
تسهر على المدينة , تحرسها من الغرباء والدخـــــلاء.



ليس قصر نالوت قصرا حقيقيا , بل قلعة أو حصنا وإن كان الجميع
يَعْرفونه ويُعَرِّفونه بالقصر وحوله نسجت الحكايات والروايات العديدة.

الموقع الذي بني فيه تم إختياره بعناية ليكشف مدخل المدينة , فهو
مرتفع بقدر يسمح لمن بداخله برؤية الطريق بوضوح ورصد المكان بعناية وكأنه
برج من أبراج المراقبة في حصن من الحصون البابلية العتيقة , تم والحق
يقال حيرة حقيقية تستولي على الزائر أو المشاهد, فإن كان الهدف الذي بني
من أجله حربيا أو عسكريا فقط, فتمة أماكن أخرى في المدينة تصلح لهذا
الغرض, وربما أكثر صلاحية من موقع القصر الحالي ولكن المشهد الجميل الذي
يطل من السهل أو الوادي الذي يزدحم بأشجار النخيل والكروم والزيتون وعين
الماء التي تجري متلألئة في الوادي, حيث تلمع أحيانا عندما يسقط عليها
شعاع الشمس, فتصبح كأنها خيط من فضة يجري في شاعرية بين الأشجار عندما
يبتعد الضوء عنه يتغير الشكل اللطيف إلى صورة مخيفة, فترى جدول الماء
يتلوى وكأنه أفعى عملاقة أو تنين أسطوري يسرح ويمرح في ذلك الوادي الأخضر
تأخذك الروعة والجلال وأنت تشاهد هذه المناظر الخلابة, التي تبدو للعين
وأنت بباب القصر فتشعر أنه بني ليكون قصرا للراحة والإستجمام ولكن لاتلبت
العين تتحول ناحية المبنى فترى الشكل الجامد الصلب والأحجار الكبيرة
المتراصة جنبا إلى جنب والتي يشد بعضها بعضا بواسطة نوع من الجبس المصنع
محليا من خامات الجبل .




إن
الطريقة التي بني بها قصر نالوت تدل على تفكير هندسي رائع, ذلك أن
المساحة الصغيرة التي شيد عليها لم تقم عائقا في سبيل إستيعابه لجميع
المواد الغذائية والتموينية التي كانت تخزن به وتذخر لوقت الحاجة
والأزمات الصعبة .

مازالت
إلى يومنا هذا بقايا زيت الزيتون الفاخر ترقد في قيعان الجرار الكبيرة
المصنوعة من الطين المحروق وبقايا زكائب القمح والشعير التي أعملت فيها
الفئران أسنانها ,شاهدة على ماكان لهذا القصر من قيمة إقتصادية وعسكرية.



إستعاض أهل نالوت أثناء بنائهم للقصر عن التوسع الأفقي بالتوسع الرأسي
وهذا يدل على تفكير هندسي وإستنباط لأفكار فنية علمية, فعملوا فيها
الحجرات الصغيرة الكثيرة العدد, وجعلوها طوابق بعضها فوق بعض تصل في بعض
الأحيان إلى ثمانية ولكل حجرة باب صنع من جذوع النخيل, المقطوعة بمهارة
شديدة وعناية كبيرة.





ما إن تدخل من الباب الرئيسي الوحيد لهذا المبنى حتى تستولي عليك
الرهبة والخشوع فا لإحساس بالإنتقال من الضوء إلى الظلام يترك في النفس
آثرا بالإنقباض, وخاصة أن باب القصر يقود إلى ممر أودهليز مقبي ( شكل
سقفه على هيئة القبو ) ,وهذا الممر الذي يتراوح طوله بين ستة وثمانية
أمتار رصفت أرضه بالحجارة الصغيرة الملساء غير منتظمة الشكل, تمتد على
جانبيه مصاطب إصطفت عليها زكائب بعضها شبه فارغ والآخر به حبوب تتنوع بين
الشعير والحمص والحلبة والقمح والفول وغيرها من المواد.



يتزايد إحساسك بالرهبة والجلال كلما تقدمت خطوة داخل ذلك الممر لأنك
كلما تقدمت خطوة يتضاءل الضوء وتزداد الرطوبة الناشئة عن إحتجاب ضوء الشمس
أولا وثانيا لضخامة وسمك الجدران الحجرية(1 ) التي تمنع وصول أو تسرب
الحرارة إلى داخل المبنى ولكن لا يلبت الضوء أن يعود من جديد كلما إقتربت
من نهاية الممر وسقوط الضوء من الطرف الآخر من الممر تبدأ عيناك بتبين
بعض الكلمات والنقوش على السقف النصف دائري, بعض هذه الكلمات يتضح فيها
الحرف العربي ولكن الكلمات مبهمة ,بعض أبناء نالـــــــــــــوت يعرفون
جيدا هذه الكلمات ويقرؤنها بسهولة تبدو كما لو كانت محفوظة, وليست مقروءة
لكن الأرقام واضحة والتاريخ فيما يبدو يرجع إلى عهد الأتراك .



تبقى العين حائرة برهة بين الحروف والأرقام التي تبدو كأنها طلاسم
سحرية تشد العين, فلا تجد فرصة لتتحول عن ذلك السقف الموشي بالوشم والنقش
الذي تثير بساطته وعفويته الإعجاب فقد خلى تماما من الزخارف فيما بعض
الرموز الإشارية مثل الكف والعين ورسوم العقرب والنجمة .


لقد
تم تنفيذ هذه الرسوم بأسلوب أشبه مايكون (بالفريسكو) الذي ظهر وأنتشر في
البدايات الأولى لعصر النهضة الإيطالية .. رسمت هذه النقوش أو كتبت هذه
العبارات على الجبس قبل جفافه الراجح أنها كتبت على فترات متفاوتة البعد
, ولم يكن القصد منها الزينة أو الزخرفة بقدر ماكانت تسجيلا للتواريخ
التي عملت فيها عمليات الصيانة المتوالية على حوائط وأسقف قصر نالوت .



لا يحتاج المشاهد لكثير من الخبرة ليدرك أن هذه النقوش والكتابات
التي تم تنفيذها بوسائل وأدوات بدائية إن لم يكن باليد المجردة وإستخدام
الأصابع كأقلام للرسم والنقش والكتابة .


حتى تاريخ كتابة هذه السطور لايعرف أحد على وجه التحديد من الذي قام ببناء هذا القصر, أو قل هذا المخزن الهائل ..؟


ينتهي بك الدهليز الذي يقود من المدخل (ذو الباب الخشبي الضخم المكون
من عدة كثل من جذوع النخيل أو خشب الزيتون العتيق المشدود لبعضه بطريقة
الخوابير الخشبية التي تربط الألواح الطويلة بدعامات عرضية مثبتة بهذه
الخوابير الخشبية التي تنفذ في كلا من ألواح الباب والدعامات في آن واحد)
إلى ممر مستعرض مكون من صفين من الحجرات الصغيرة المتراصة أفقيا وعموديا
بنظام عشوائي أو قل بغير نظام ما فلا الحجرات متساوية في الحجم ولا
الإرتفاع ولا المسافات بينها متساوية طولا ولا عرضا ولكن هناك إيقاع خفي
تستشعره عندما تنقل الطرف بين هذه الفتحات العجيبة التي تشترك في كونها
مبنية من نفس الخانة وفي زمن واحد أو متقارب إلى حد ما.


ويتركب
الشكل المعماري للقصر من المبنى الخارجي الذي هو بمثابة السور أوالجدار
الواقي, ثم كتلة الــــعمــــــارة الـــــــــــمرتــــكـــــزة في
وســـــط الســـــور والــــمسقــــط الأفـــقـــي للـــقـــصر قــد
يكــون أمـيل



إلى الرمزية في شكله, فهو يكاد يأخذ شكل عين, فالإطار الخارجي للقصر ليس
دائريا أو مربعا أو مضلعا, بل هو شكل أقرب إلى المستطيل .





إن الجدار الخارجي أو السور يتجاوز وظيفة الحماية أو التسوير ليصبح له
إستخدام آخر كمخازن أو حجرات للحرس أو مستودعات للذخيرة, بل أحيانا يصبح
مرصدا للنجوم والأعمال الفلكية الأخرى.



لقد تحول الحائط الخارجي المعتاد في القصور , المحيط عادة بالفناء
المؤدي للسكن, إلى مجموعة من الحجرات ذات النوافذ الضيقة جدا أو قل ذات
ثقوب تطل على الوادي والممر المؤدي للمدينة, ولا أحد يعرف ماهو السر في
بناء حجرات ,ذات منفذ واحد ؟


هــــذه
الفتحات أو الثقوب رغم صغرها ودقتها لاتتواجد في كل الحجرات. يحتل طراز (
المخموس) المعماري الصدارة في تكوين الفتحات والأبواب والأقواس
والأقببة.



إن (المخمـــوس) هو الطراز المفضل في شمال أفريقيا والمغرب العربي وإن
كان يبدو من خصائص العمارة في جبـــل نفوســـة لدرجة تكاد تجعله لصيقا
بالجبل, أكثر من شمال أفريقيا.
يقوم الطراز على تشكيل الفتحات
والأبواب وغيرها ,وهو على شكل مخموس حيث تكون العتبة أحد الأضـــلاع أو
القاعـــدة ثم قائما الجانبان وأخيرا الرأس على شكل مثلث متساوي الساقين
ليس له زوايا حقيقية, بل أن زواياه ناعمة لارأس لها وأقرب غالبا
للأستدارة. يبدو أن هذا الشكل قد برع في إنجازه أهـــــــل
الـــــمنطــــقــــة والـــــمــنـــــاطـــــق الــــمجــــاورة
مثـــــــل قــــصــــر ئــــزظــــــون ,قـــــصــــــــر در ج
وقـــــــــــــــصـــــــــــــر الثـــلثــيـــن
وقـــــــصـــــــــــر دقيـــــــــــجــــــــة و
تــــــــــكـــــــوت .


وتاغرويت
(هل هذه المدينة يقيمون هذه الأبنية بأنفسهم دلالة على أنهم أجادوها
وبرعوا فيها ,إذ لم نسمع بين الحرف المعروفة في هذه المنطقة بأن واحدا
منهم بناء ؟.


إن
شكل الأحجار التي بني بها هذا القصر وطريقة رصها وترتيبها تدل على أنه
بني بالجهد الذاتي للأهالي, دون الإستعانة ببناء أو اسطي أو غيره , وذلك
إما لأنه كما قلنا لم يوجد من يحترف البناء أو لأنهم أودعوه أسرارا لم
يرغبوا أن يعرفها أحد سواهم.





أيا كان التصميم الذي هو في آن واحد نتاج لطبيعة الموقع , ومهارة
الإنسان فإن القصر البنية نفسها دائما يتعلق الأمر بعضوية حية عديمة الشكل
ولافقارية إلى حد ما تتلاصق خلاياها وتتكدس في غير نظام لاوجود فيها
لهيكل جامع كل ما في الأمر غرف مقببة ( ذات قبب ) بعضها فوق بعض بطريقة
عشوائية حتى تلامس علوا مقلقا ويرتفع أحيانا قصر نالوت المنهار جزئيا عن
سطح الأرض بحوالي عشرة أمتار وحسب الروايات فقد كان يحتوي عندما كان
كاملا 515 غرفة لم تبقى منها سوى360 فالإنهيار هنـــــــــــا من الأشياء
المتواترة الحدوث ولئن كان كل مالك مجبرا على الإعتناء بمكانه في القصر
لكن يحدث مع ذلك أن تحدت تشققات فيه وتتسع إلى أن تستدعي تدخلا جماعيا
فقد حدت مرة أن إنهار جزء بكامله من قصر نالوت فأتى على منازل مجاورة عن
آخرها,


مخلفا قتيلين,تم أعيد بناؤه بعد ذلك واليوم أيضا هناك جزء مهدد دائما باالإنهيار, لكن لاأحد من الناس يكترث لذلك.


إن الإرتفاع المبالغ فيه قياسا على نسبة المثانة في هذا القصر وانكشاف
الجدران الخارجية والموقع المرتفع الوعر وكذا تكدس المنازل حوله كل هذه
المواصفات تذكرنا بالقصور الأوروبية في العصر الوسيط والحال أن الأمر لا
يعد أن يكون مخزنا حصينا يودع فيه الناس أثمن ما لديهم أي المؤن التي
يقتاتون منها إلى موسم الحصاد القادم وبما أن السكان يقضون عدة أشهر خارج
بلادهم, فــمن الضـروري أن تكـون خيراتهم في مأمن وبمنأى عن يد تتلاعب
بها ولهذا السبب نفسه يتوفر قصر نالوت


الذي
عبت به لفترة طويلة قبائل ( ورغمة ) التونسية, على باب كثير الولوج من
جهة الشمال وقد أغلق بعد ذلك بجدار وشق آخر من جهة الشرق مفتوح على بلاطة
وناتئة لصخرة صغيرة مما يضطر الناس إلى الإصطفاف على الطريقة الهندية في
إنتظار الدخول ويمنع على من يمتطي ظهر جواد الدخول إليه فالمدخل عبارة
عن زاوية مستقيمة تسهل عملية منع الولوج إلى داخل القصر .



أما إذا نجح اللصوص في تجاوز كل هذه الصعاب والموانع المتعلقة
بالولوج فاقتحموا الباب ووصلوا إلى الداخل, فإن عملية النهب والسرقة ليست
بالأمر الهين ذلك أن الأمر يتطلب تدريبا طويلا لأجل تسلق هذا القصر
ومهارة فائقة لأجل الصعود سبعة إلى إثنى عشر مترا بدون درج ولا سلم
يستعان هنا فقط ببعض الأحجار الخشنة أو بعصى نادرة مغروسة في الجدار أو
بثقوب مهيئة لذلك, تتبت فيها الأيدي والأرجل وعمليات السقوط أثناء
محاولة الصعود هي من الأمور المتواترة حتى في صفوف المتعودين على هكذا
تمرين وما أن يصل المالك إلى الغرفة حتى يرفع أوينزل مؤونته بواسطة
حبل,كذلك بجذوع النخل,ذات العريضات المتنقلة لتلعب دور سلم أو درج متحرك
شريطة عدم فقدان مستعمليها للتوازن أثناء تسلقها.



تتخذ الغرف شكل طبقات على ضفتي زقاق مستطيل وكذلك أبعادا مختلفة جدا
تبعا لموقعها في البناية ككل غير أنها تتشابه كلها يتعلق الأمر بحجرات
ضيقة واطئة وطويلة, أوبالأحرى بأروقة صغيرة يتراوح طولـــــــــــها بين
ثلاثة إلى خمسة أمتار في المتوسط, أما علوها فنادرا ما يتجاوز مترا إلى
متر وعشرين سنتيمترا والعرض مابين متر و20 سم إلى متر و50 سم .


معنى
ذلك أننا نتحرك في داخلها بصعوبة وندخل إليها عبر بوابات صغيرة وعالية,
يبلغ طولها حوالي 70 سم مصنوعة من ثلاثة إلى أربعة ألواح نخيل,يخترقها
عرضا خشب من شجر الزيتون, مثبتة في محور خشبي من الشجر نفسه لاقفل ولا
مفصلة ولامسمار الكل مصنوع من خشب بما في ذلك المفتاح الضخم الدافع
للمزلاج وفي طرفيه وتدين أو ثلاثة على غرار ما نجد في عموم جبل نفوسة
ومنذ مدة غير بعيدة نلاحظ أن بعضها تحتوي على قفل حديث الصنع نسبيا.



معظم الغرف مقببة والإكثار من هذه القبب هو الضامن الوحيد لمثانة
البناية, غير أنها غير منفصلة عن بعضها البعض أحيانا إلا بلوح نخيل
أوعارضات من خشب شجر الزيتون عليها سعف (ج : سعفة ) وتربة مسحوقة ,ينقص
عمقها كلما زاد إرتفاعها لأنها متباعدة عن بعضها والأكثر إرتفاعا من بينها
هي الأصغر كذلك, أغلب الغرف مقسمة إلى أجزاء, ونادرا مالا نجد حائطا
يبلغ طوله بضع سنتيمترات, يقسمها على الأقل إلى شطرين وغالباُ مايزداد
إرتفاعها طردا, بصفة خاصة في المخازن السفلى المتواجدة فوق المنحدر أما
العمق فينقسم إلى طابقين قد تكون للمخزن كذلك أبعاد ضخمة, فنجده منقسما في
حالات إسثثنائية إلى أربع أو خمس خانات كبرى, بل حفرت غرف تحت الأرض في
الصخر الصلد يتعلق الأمر بمغارات حقيقية يصعب الولوج إليها, وتنفتح في
الأغلب الاعم على بئر يبلغ عمقها حوالي متر وخمسين سنتمترا إلى مترين ومن
الوارد أن تتواجد بها كذلك غـــــرف كبيرة وقديمة منقســـمة إلــى نصفين
على مستوى الطول وبها اليوم بابان بإختصار فالمخازن تتشابه كلها, وقد
تكون لكل واحد بعض الخصوصيات المتماشية مع ذوق مالكه .




عادة
ما تكون هذه الغرف مليئة إلى حد ما حسب الأعوام والمواسم لاتوضع خوابي
الزيت الوازنة إلا في الغرف المتواجدة في الطابق السفلي أو تحت الأرض وفي
الغرف الأخرى تضطر للمشي منحني الظهر أوحتى على أربع,وســط أكوام من
الشـــــعير والقمح مفصولة عن بعضها ونرتطم بسلل حلفاء كبيرة ومفتولة تسمى
(رونية) بداخلها ثمر أو تين. وقد نرتطم أيضا بجلود ماعز مملوءة عن
آخرها بالدقيق ومتدلية من القبة وقد تطأ أقدامنا كيسا مهترئة أوقربة
قديمة أوعلبة متهالكة بإختصار كل بقايا الأواني عندنا والتي تكون لها هنا
قيمة مؤكدة. لكل مالك مفتاح مخزنه الخاص, وعادة مايتركه لدى الحارس ( 3
)مقابل أجر عيني , تملك كل عائلة غرفة – غرفتان أوثلاث أوحتى خمس غرف حسب
طاقتها أما المعدمة فلا تملك شيئا من ذلك تتكدس أحيانا بالزقاق سلل
حلفاء كثيرة تحتوي على الشعير والقمح وهما مؤونة من لايملك مخزنا أومن
يتخوف من الفئران أو خنفسة الحبوب.



كل واحد يتمتع بالملكية الكاملة لمخزنه الخاص على غرار منزله, لكنه
مجبر على الإعتناء به وهذا أمر مفهوم لأن التقصير في هذا الباب قد يؤدي
إلى إنهيار جزء من البناية , يشكل هذا التجمع من المخازن الفردية عضوية
حية تعجز لغتنا عن تصنيفها فهو لايعود إلى المجموعة ولا إلى الجماعة لأن
كل واحد مالك لمخزنه فيه ولايمكن إعتباره أيضا تعاونيه القصر عبارة عن
تجمع من الغرف كما المدينة هي تجمع من البيوت.



وظيفة القصر هي بالمقام الأول نتاج للأقتصاد الزراعي ونمط العيش
الترحالي إلى حد ما لعموم السكان فالناس الذين يتغيبون لعدة أشهر عن
منازلهم في أمس الحاجة إلى أن تكون أمتعتهم وهي المؤونة في حالتنا مأمونة
ومحفوظة في هذا الإتجاه يمكن تشبيه وظيفة القصر بوظيفة المصرف أو البنك
في أيامنا هذه ويعتبر هذا المخزن الحصين إذن كما كان على الأقل, حيث صمد
في وجه عمليات التفكيك الممنهجة (1) بمثابة العنصر الأكثر تمثيلية, بل
ورمز الجماعة فالمدينة لا توفر كل هذه الإيجابيات الموجودة بالقصر
بالنسبة للكثيرين من الناس, فهي مكان يملكون فيه بيتا متواضعا جدا يمكن
التخلي عنه في أي وقت خلافا للقصر الذي تودع فيه المؤن طيلة السنة بأمن
وأمان ,قد يغير اللالوتي بيته لكنه لن يغير مخزنه ,قد يغادر المدينة
ولكنه يترك فيه كل مؤونته وزاده .



يوحي القصر بغرفه المتراتبة بصورة النخروب من شمع العسل الذي يضع فيه
النحل العسل أو بصورة أخــــرى برج حمام ضخم الباب الوحيد للغرف مفتوح على
ضفتي زقـاق مــستطيــل وتـــشكــل جــــدران الـداخل مجـتمعة الحائط
الخا رجي للبنـأيـة بـهـا ثـقــوب صـالـحـــة للتهوية(2 ). وإذا نظرنا
إلى القصر من بعيد نجده يمثل مظهراُ من مظاهر القلاع المحصنة بجدرانها
السامقة والمكشوفة .



يبقى قصر نالوت لغزا محيرا وأثرا فنيا وقيمة تاريخية ينبغي الحفاظ
عليها ويبقى السر الذي من أجله بني بحق وتبقى الروايات والأساطير التي
تروي عنه بحاجة إلى مزيد من السرد والكتابة وبحاجة إلى مؤلفات وكتب
ومتخصصين ولكن هذا جهد متواضع لمن يرغب في التعرف أما من يرغب في المعرفة
فيجب أن يزور بنفسه هذا الأثر ويملى عينيه ويشبع عقله وفكره, ثم بعد ذلك
يقرر إن كان جهده ذهب هباء أم حصل على معلومات وحقائق تستحق تعب السفر
إلى نالوت.




1) الواجهة الأمامية لقصر نالوت
قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Mk19800_000



2)الواجهة الأمامية أيضا لقصر نالوت
قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Mk19800_000%20%282%29



3) صورة السّلم أو الدرج المؤدي للباب الرئيسي الوحيد لقصر نالوت
قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Mk19800_000%20%283%29



4)
احد الممرات الداخلية وجانب آخر من الغرف ويلاحظ إلى اليمين سلم للصعود
إلى الغرف وهذا في الدور الأرضي أما الأدوار العلوية تختلف
عملية الصعود للغرف.
قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Mk19800_000%20%284%29


قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Nalote

قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار 31751311

قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار 31751820



[center]5) جانب من الغرف داخل القصر
قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Mk19800_000%20%285%29


6) صورة للواجهتين الشرقية والغربية لقصر نالوت
قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Mk19800_000%20%286%29


7) الصورة لمسجد آخر بالمدينة القديمة القريبة من القصر.
قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Mk19800_000%20%2807%29
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليبية وافتخر
مشرفة

مشرفة
ليبية وافتخر



قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار   قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار Icon_minitime128/12/11, 06:27 pm

قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار 58723112
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصر نالوت, علامة في الفن والمعمار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نبذة تاريخية عن مدينة نالوت الحبيبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب 17 فبراير :: منتديات شباب 17 فبراير لللصور والملتميديا :: منتدى الصور-
انتقل الى: