البحر هو الأصل

هذه إحدى القصائد التى ألهبت مشاعر الشباب فى مصر ... لرفض العهد البائد .







قررتُ


إذا سَمعوا صوتى


أن أكتب شعراً بالمخلب


أن أكتب شعراً


كالغابة ِ


إن زأرت فيها آسادٌ


لا تتوارى


لا تتهيب


وتكون الكلمةُ فى حلقى سكيناً


يقطعُ فى الجُبنِ


حتى يبقى الجُبنُ


شحيحاًجداً


فى مائدة الشعب


أفذاذٌ فى علم الطب


واحترفوا


بيع الأعضاء


أعلامٌ فى علم الشرعِ


واقترفوا


ذنب الإغضاء


علماءٌ فى الفقه ولكن


حرفتهم فى قول الزور





إن سمعوا صوتى


فسأُحمى ألفاظى مثل التنور


أُلهبها كى ترسلَ شعراً


يتكلمُ فى


وصف الجور


قد فاض بنا كيلُ الصمت


وانفجرتْ فينا الأحزان


ما ترنيمى بعد الآن


كالغارق قرب الشطآن


فلأصطنع اليوم َسفينى


ولأصبحَ فيها الربان


من يرغب فى صيد اللؤلؤ


لا يرهب عمقَ الخلجان


حتى إن لم يُرزق صيداً


يفرح بالكف الملآن


صبراً يغنيه الحرمان


وأنا من يمتشقُ الشعرَ


مسلولاًَ فى وجه القهر


أخرجُ من صمتى لأقول :


هذا زمن اللامعقول


الأولُ قد صار الآخر


والظاهر قد صار الباطن


والباطن قد صار الظاهر


واحتارت حتى الحكماء


ماذا ينتظر البسطاء


يحتاج الأمر لحاسوبٍ


كى يتحدى المحسوبية


ويرد الحق لأصحابه


ويرد البغى لأربابه


ينطق فينا صمت الرعب


ويعود النبضُ المتساكن


للأيقونات الخاملة


على شاشة حاسوبِ الكون


تُـفصحُ عن نبضات القلب


توقظ غفلةَ هذا الشعب


الصامت فى صخبِ الأيام


الخائفِ فى زمن الإقدام


يا وجل الحق بوجه العجز


السابح فى ملكوت الوعظ


الرافض إيقاظ النوَّام


القابل تفسير الأحلام


ونشر فتاوى أكل الفتةِ


فى أطباق البث


وشق الفجوة فى ميزان المدفوعات


بلا استحياء


كأن الفاقةَ صارت أصلاً فى الأشياء


والوفرةُ فى الرزقِ استثناء





يُستثنى من حالة نكبتنا


المرتزقون من النكبات


يُستثنى من حالة عثرتنا


الموهوبون الموهوبات


المحترفو عيشَ اللحظات


ومالك أنت ومال الآت


قررتُ إذا سمعوا صوتى


أن أكتب عن كذبِ الأنباء


وكمِّ الموتى المعدودين


مع الأحياء


أن أُهدى وطنى أغنية ً


من وجعى


أغنية ً سوداء


أعكسُ فيها لونَ الأيام


الكالحةِ العجفاء


فى ذكرى النصر على الضعفاء


وثقافة تبرير الأخطاء


وليصفح عنى الشعر


إذ أن الصدقَ الأصلُ


والكذبُ الاستثناء


كالبحر ... يظل الأصل


والصخر الاستثناء .





شعر / محمد السخاوى

ما شاء الله عليك خوي محمد على هذه القصيدة المتميزة
ونتمنى ان نقرأ المزيد من هذا الابداع

مشكور وبارك الله فيك