اخبار مدينة درنه

ذكر سليمان التركاوى منسق اللجنة الاهلية بمنطقة كرسة ــ 20 كلم غرب درنة ــ أن أهل المنطقة قد وضعوا ضوابط مشددة تهدف لجمع السلاح وتقنين استعماله بما لايضر المواطنين ويهدد الامن العام .
كما اشار الى أن الوثيقة تضمنت العديد من الضوابط والشروط اعدها مشائخ وعقلاء كرسة ومهرت بتوقيعاتهم التى تنص على دفع مبلغ عشرة الاف جنيه ليبي لكل من يشهر السلاح بصورة متعمدة فى وجه اى مواطن مع سحب قطعة السلاح .
ونوه إلى أحد بنود الوثيقة والذي ينص بشكل واضح وصريح على عدم التنازل عن دفع المبلغ المقرر وفيما لو تنازل صاحب الحق فانه يدفع بشكل فورى للجنة التسيرية بالمنطقة ويرسل الى جبهات القتال .
وذكر بعض المواطنين أن الوثيقة اصبحت نافذه وسارية المفعول وملزمة لجميع سكان المنطقة وأشاروا الى انها قد حدت من ظاهرة استعمال السلاح ولم تسجل اى حالة اشهار للسلاح حتى الان منذ سريانها
يذكر أن انتشارا واسعا للسلاح ساد بين المواطنين عقب اندلاع ثورة 17 فبراير بعد اقتحام المواطنين للعديد من مخازن الذخيرة التنابعة للنظام المنهار
--------------------------------


سالم دربي من مواليد عام 1972،كان مطلوباً للنظام الليبى عام 1996 إبان الاحداث التى شهدتها مدينة درنة حيث لجأ للجبال رفقة بعض الشباب المطاردين من قبل الاجهزة الامنية وظل هناك حتى عام 2006،ليعود للحياة بمدينة درنة مجددا و يعمل فى الأعمال الحرة و يتزوج و له من الأبناء ثلاث.

يتحدث دربي عن الكتيبة و بداية تأسيسها حيث يقول : عندما وصلت جبهة القتال الى بن جواد ، خرجنا مع مجموعة من شباب درنه و اتفقنا معهم قبل كل شئ على أن ندرس المرحلة و من ثم يكون لنا قرار بخصوص الجبهة ، و بدأنا رحلتنا و توقفنا بمدينة بنغازى لزيارة بعض المصابين و من ثم واصلنا المسير الى اجدابيا و منها الى البريقة لنتوقف أخيراً فى راس لانوف و كان عددنا حينها 6 شباب موزعين بين سيارتين.

عند وصولنا للجبهة لاحظنا بأنها غير منظمة وتغلب عليها العشوائية مع وجود بعض من يريد الاستفادة من الحدث ليسرق و ينهب أو يستفيد كما تسول له نفسه ،و ألمنا عشوائية الشباب التى من خلالها تصطادهم الكتائب بكل سهولة فأغلبهم من دون سلاح.

تعرضنا لقصف عنيف فى راس لانوف فانسحبنا الى البريقة ليتواصل القصف و نتراجع حتى اجدابيا و هناك بدأت فكرة تشكيل الكتيبة حيث عزمنا على العودة الى مدينة درنه و البحث عن مجموعة من الشباب الذين لديهم الرغبة فى القتال و ننظم أنفسنا و نبحث عن الأسلحة و السيارات و نعود للمواجهة فى صورة أقوى.

التقينا مع الشباب فى درنه و قلنا لهم اذا وصلت الكتائب الى اجدابيا سنكون مستهدفين فهم قد يأتون الينا مباشرة عبر بوابة الــ200 ، لذا وجب علينا أن نستعد و نجمع السلاح و السيارات حتى نكون فى خط دفاعى أولاً.

و انضم معنا أكثر من 45 شاب و تحصلنا على قرابة 10 سيارات ، إضافة الى عدد قليل من الأسلحة الخفيفة ، فاتجهنا الى اجدابيا في حين كانت الكتائب قد دخلتها،و تلك الليلة توقفنا فى بنغازى و تابعنا الأحدث من هناك لظروف خارجة عن السيطرة.

و باليوم التالى كانت الكتائب تتجه الى مدينة بنغازى فى أرتال كبيرة ، مما أكد لنا أن المواجهة ستكون بالقرب من المدينة،فبعثنا مجموعة استطلاع الى قمينس و حاولنا أن نقوم بعملية لكن لم نستطع و عدنا الى بنغازى لتبدأ الكتائب قصفها للمدينة بالغراد و القذائف.

هنا بدأ الجميع يسأل ماذا سنفعل ، اتخذنا قراراً بموافقة الجميع أن نواجه الكتائب و نأخذ الطريق التى يطلق منها الجراد فالصواريخ ستسقط من خلفنا اذا ما سلكنا الطريق المباشر لها.

كانت الصواريخ تطلق من منطقة القوارشة و نظمنا أنفسنا حيث انقسمنا الى مجموعتين و بتوفيق الله شطرنا الكتائب الى نصفين تلك الليلة، ولا نخفى القول لو أننا رأينا حجم الرتل فى البداية ما كنا نظن أننا سنقدم على مواجهته و لكنها تساهيل و أسباب من الله.

في هذه المعركة قتل منا منصور الغيثى و هانى الشلوى كما أصيب أشرف بن جليل و شباب آخرين من مجموعة بنغازى التى كانت معنا وعلى رأسهم الشيخ راف الله السحاتى.

تحصلنا على مجموعة من السيارات و مجموعة من الأسلحة و شاحنة ذخيرة و سيارة جراد و قتل من الكتائب ما يقارب الــ12 شخص و تراجعت الكتائب الى الخارج قليلاً و بدأ حلف الناتو فى قصف الكتائب بنيران كثيفة.

تمركزت قوات القذافى فيما بعد فى اجدابيا ، و كنا نعمل على مواجهتها بشكل متقطع و العودة الى نقطة تمركزنا ، و يشارك معنا فى هذا الامر مجموعات اخرى من الشباب الثوار المختلطين ، و فى أحيان كثرة كنا نبحث بين السيارات على الشباب الذين هم من مجموعتنا ، و هنا انبثقت فكرة التسمية و اطلقنا على أنفسنا كتيبة شهداء أبوسليم درنه و كنا أول كتيبة فى هذه الثورة.

سبب التسمية إن اغلب شباب الكتيبة المنضم أليها قد تضرر من النظام البائد أو أن أحد أقاربه قد تضرر فأغلبهم قد سجن أو قتل أخاه أو والده فى سجن ابوسليم،و عندما الحقنا مدينة درنه باسم الكتيبة لم يكن هذا من باب التحيز و انما كان من باب التمييز لمجموعتنا لأن اسم الكتيبة لا نستطيع حصره فى مجموعتنا لأنه من المرجح ان تكون هناك كتيبة اخرى من بنغازى تحمل نفس الأسم.

تشكلت فيما بعد عدد من الكتائب الأخرى منها كتيبة 17 فبراير وكتيبة عمر المختار و كتيبة على الجابر و ألوية قطر و كتيبة غراد درنه و ثوار درنه.

كتيبة شهداء ابوسليم حالياً بها 350 مقاتل أغلبهم من مدينة درنه،كما ان البعض من شباب الكتائب الأخرى طلبوا منا أن نضمهم معنا فى الكتيبة لكننا رفضنا ذلك خوفاً من ان تحدث الفتنة.

يصف سالم دربي معركة اجدابيا الأولى بأشد المعارك ضراوة و يقول : إن الكتائب كانت تتمركز بقوة على بوابات اجدابيا و تسيطر عليها بالكامل مع فرض سيطرتها أيضاً على شارع طرابلس الحيوى بالمدينة ، و لم يكن للثوار من حيلة لاقتحام المدينة و الدخول فى حرب مدن مع الكتائب فكانوا يقصفوننا دائما بشدة و لا يستطيعون التقدم و يقتل منهم الكثير فى اغلب الأحيان.

كنا نظن ان الأمر سيستمر لوقت طويل ،حتى يسر الله لنا حيث جاءنا أخوين من اجدابيا هما ابراهيم و سالم الجضران و قالوا لنا أن هناك طريق صحراوى لا يعرفه الكثير إلا من أهل اجدابيا و الكتائب لا تتمركز فيه و يمكن من خلاله الدخول الى وسط المدينة، فقمنا بجولة استطلاع و صدقاً فلقد كان الممر يمهد لنا الدخول المباشر للمدينة و القتال مع الكتائب فى شكل حرب العصابات.

في تلك الأثناء كانت الكتائب تقصف بشدة الثوار المتمركزين على مسافات متباعدة فانسحبوا نتيجة لذلك ، و داخل المدينة كانت الكتائب تجهز العائلات للخروج فى مظاهرات تهتف للنظام.

سألنا الشباب عن رغبتهم فى القتال فأجمع الكل على الدخول الى المدينة عبر ذلك الممر و صلينا الظهر و العصر صلاة جمع تقديم و توكلنا على الله و دخلنا الى اجدابيا.

كانت كتيبتنا هى الوحيدة التى دخلت و وصلت حتى شارع طرابلس و انطلق الشباب يكبرون و يقاتلون جنود الكتائب،و من القصص التى حدثت معهم أن احد كتائب الثوار كانت محاصرة و قد نفذت ذخيرتها و قد قام الشباب بفك الحصار عنها.

دُحرت الكتائب و تراجعت حتى البوابة الغربية ، و قتلنا منهم الكثير كما تحصلنا على سيارات، و عندما أسدل الليل ستاره جاء أهالى المدينة و العديد من الثوار فخشينا أن يكون بينهم مندسين فانسحبنا.

في اليوم التالى انسحبت كتائب القذافى بشكل كبير الى بن جواد ، و قمنا بتمشيط اجدابيا ذلك اليوم ، و كانت القراءة التى امامنا أن نستمر فى المواجهة و نلاحق كتائب القذافى حتى اخر مستقر لها.

نحن حالياً متواجدين فى معسكر باجدابيا و لنا نقاط تمركز في منطقة الــ18 و التى منها نقصف مواقع كتائب القذفى باستمرار و نتقدم اليها في أحيان كثيرة حتى مشارف منطقة الأربعين و نكبدهم خسائر كبيرة.

لذا فإن المعركة الكبرى لنا في الجزء الشرقي من ليبيا هى معركة البريقة و التى ينتظرها الجميع و نسقنا فيها مع عدد من الكتائب التى بالجبهة و عندما تأتى ساعة الصفر سنتعاون جميعاً من أجل أن ندحر الكتائب و نتمكن من دخول البريقة و أن نصنع حرب مدن و التى ستكون و بلاشك في مصلحة الثوار.

و في نهاية حديثه طلب سالم دربى من أهل مدينة درنه أن يمنحوهم الثقة ، فالشباب كانت لهم أخطاء و كانت لهم مواقف يعترفون بانها خطأ ولا تعبر عن المجموعة ،و قال بأن ما يريدوه من درنه قد وصل و ما نقول إلا جزاكم الله عنا كل خير