اعتذار،، لشعب ليبيا…فأنت صانع المعجزات وصاحب الكرامات في عصر العولمة والفضائيات.. فلا أحد مهما كان يمكنه أن يزايد عليك ولا أن ينتقص من قدرك بعد ثورة 17 فبراير المباركة، فما صنعته بجهود ودماء وأرواح شبابك وشيبك نساءك ورجالك يعد إعجاز بكل المقاييس قلبت به كل الموازين والمعايير والنظريات المعروفة المعمول بها في مختلف العلوم الإنسانية الاقتصاد والسياسة والقانون والاجتماع والتربية والثقافة وإلخ…..
فكل النخب المثقفة والمتثقفة السياسية والمسيسة في الداخل والخارج التي كان لها موقف من أو رأي في النظام السابق لم تراهن بقوة عليك وإن يدعي البعض منها ذلك الآن، فقد كانت الظنون أنك شعب كما هي المقولة الشائعة عند العامة من الليبيين ( ميت ويخاف من الموت)، والشكوك تحوم حول أن تصنع ثورة من دون أن تملك أي شئ اللهم أجساد ودماء وأرواح أبناؤك وبناتك .. لذلك من هذه النخب من انخرط في معارضة خارجية لم تكن ذات جدوى تذكر، ومنهم وعلى حسن نية رأى في مشروع ليبيا الغد عملية جادة للقيام بالإصلاح بما يتوفر، والبقية اختارت صالة الانتظار. وهنا لا يمكن لأي كان إدعاء بطولة محاربة نظام معمر السابق منذ ولادته.
عذرا،، شعب ليبيا…فقد عمل نظام معمر السابق على أن يكون شبابك لامبالي بلا هوية بلا تعليم وثقافة منغمسا في الملذات وضائعا في المحرمات، ومن نجا منهم من ذلك.. عمل النظام بشكل وبآخر على أن تكون جل اهتماماته تنحصر في: كثرة كريم الشعر (الجلي) وطريقة تسريحة الشعر الأكثر تميزا عن الآخرين، ومتابعة موديلات بنطلونات الجينز خاصة ( الطايح) منها، وإدمان شرب على الأقل كوبين يوميا من المكياطه صباحا ومساء، والتسابق على من يحتوي نقاله أكثر عدد من أرقام البنات وحتى صورهن، وحفظ أسماء اللاعبين وتنقالاتهم بين الأندية خاصة في أوروبا.. بالإضافة إلى جعل كل تركيزهم وهمهم ينصب على تصوير واستخراج المستندات لتبدأ رحلة البحث عن إيصال – مجرد إيصال – لشقة أو سيارة أو قطعة أرض أو قرض سكني أو ريفي أو سلفه.. حتى مع اليقين بربوبيتها…!!!.
وإذ بشبابك انطلاقا من 17 فبراير 2011 يحطم كل القيود التي توغلت وغولت في أعماق كل الليبيين حتى صار الشعب يخشى من نفسه على نفسه، ويقتلع جذور الخوف التي امتدت في دواخل نفوس وعقول الليبيين.. كاسرا جدار الصمت معلنا صوت الحرية موجها في هذه الثورة ومن خلالها وبها رسالة إلى كل من يفكر أو يعتقد أو يحاول القيام بتجربة ركوب الأمواج أو الدخول في سباقات التسلق وما أكثرهم عدداً وأقلهم قيمةً ونفعاً خاصة بعد تحرر العاصمة الحبيبة طرابلس.
عذراً،، شعب ليبيا…فالحرائر الليبيات والأحرار الليبيين من مختلف الفئات والمهن والجهات والقبائل في كل ربوع ليبيا الحبيبة انضموا وساندوا ثورة 17 فبراير منذ انبلاجها مؤكدين بذلك بما لا يدع مجالا للشك أن جينات المجاهدات والمجاهدين الأجداد لازالت تسري فيهم لم ولن تختف، وأن عمل نظام معمر السابق بطرق مباشرة وغير مباشرة على طمس هذه الجينات وقتل حب الوطن ليبيا الحبيبة والولاء لها في القلوب وتغريس وأحياء الحب والولاء للزعيم الأوحد في النشء منذ الولادة.. حتى صار الليبيين والليبيات يغارون بل أحيانا ويتعجبون من حب وولاء بعض الأخوة الأشقاء العرب لدولهم بالرغم من ظروفها المعيشية القاسية وإمكانياتها القليلة.
والآن.. عفوا،، إيها العالم…فعليك أن تنتظر ليبيا الجديدة،،، التي ستكون بسواعد جميع أبنائها وبناتها من مختلف الجهات والمهن والاختصاصات والتخصصات والقبائل والمدن في مصاف الدول المتقدمة احتراما ووفاءً لدماء شهدائنا الزكية التي ارتوى بها ترابنا الطاهر حتى نتيقن نحن ونثبت لبقية الدول والشعوب كم هي ليبيا عندنا غالية وإذ طلبت منا أكثر فسيكون لها ما تريد.. الآن سنعمل جميعا من أجلها ولها،، فماذا نكون ؟، من دون أن لا تكون بداخلنا ليبيا الحبيبة !؟.. نكون لا والله لن نكون.. وتلك هي المسألة.
بقلم: محمد عمر العجيلي