بقلم: سليمـــــــان عريقيبطالعتنا فضائية ليبيا الأحرار في شريطها الإخباري يوم الخميس الموافق 8/9/2011 بتصريح لرئيس وزراء مصر بأنه سيدعو في اجتماع لمجلس الوزراء المصري في الأيام القليلة القادمة لتقدم كل وزارة وبصورة عاجلة تصورها حول ما يمكن لها أن تفعل لتلبية احتياجات الشعب الليبي في المرحلة القادمة ..!! هكذا بكل بساطة وبراءة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو هل يعلم رئيس وزراء مصر ما يتوقعه الشعب الليبي من الحكومة المصرية أن تفعل من خطوات ملموسة لبدء صفحة جديدة في العلاقات الليبية المصرية ليست على نمط العلاقات التي صاغها حسني مبارك ومعمر القذافي والتي كانت على حساب مصالح الشعب الليبي والتي اتسمت دائما بالانتهازية والابتزاز والاستخفاف بمصالح الشعب الليبي حيث بنيت تلك العلاقات على دعم أمني استخباراتي مصري للنظام الليبي مقابل استباحة كاملة للسيادة الليبية فلا تأشيرات دخول ولا قوانين إقامة حقيقية شفافة تراعي مصالح ليبيا العليا ولا شفافية حول الاستثمارات الليبية في مصر إنها ببساطة عملية نهب منظمة في تصورنا .
إن الأطراف التي ساهمت في إطالة عمر الدكتاتورية والعسف ضد الشعب الليبي وزادت من معاناة الليبيين وراهنت على استمرار حالة الفوضى الشاملة التي تسود الدولة الليبية والفساد ،ولا يمكن أن تكون شريكا في إعمار ليبيا الجديدة والنظام المصري فعل ذلك ولازالت الدوائر الحاكمة في مصر الآن هي نفسها لم تتغير وخاصة فيما يخص تعاطيها مع الملف الليبي حتى بعد قيام ثورة 25/1/2011 للأسف.
والشعب الليبي بإمكانياته المادية الكبيرة وقدراته البشرية في الداخل والخارج وبانفتاحه على تجارب الشعوب المختلفة في الإ عمار والتنمية يستطيع أن يعيد إعمار ليبيا الجديدة بما يتوافق و آمال الشعب الليبي وطموحاته المشروعة في التنمية والديمقراطية ،إن ما يهم الشعب الليبي ليس ما يمكن أن تقدمه الوزارات المصرية لإعادة إعمار ليبيا ولكن ما يهمه فعلا هو الإجابة عن الأسئلة التالية :
1-لماذا لم تجمد الحكومة المصرية الأرصدة والأصول الليبية الموجودة لديها وتصونها من يد العبث والهدر والبيع بأرخص الأثمان لو كانت حريصة فعلا على تلبية احتياجات الشعب الليبي في الإعمار؟
2-لماذا تستقبل الحكومة المصرية أعوان النظام الليبي السابق ورموزه الفارين بأموال الشعب الليبي والذي شاهد العالم كله جرائمهم في حق الشعب الليبي لو كانت الحكومة المصرية حريصة على مصالح الشعب الليبي على حد زعمها ؟
وهل تستقبل الحكومة المصرية أولئك الفارين فقط لدواعي إنسانية ؟وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لاتجمد الأرصدة الليبية لدواعي إنسانية وأخلاقية فهي أموال الشهداء والعجزة والأرامل والمرضى والنساء والرجال والأطفال؟!
3-لماذا لم تقفل الحكومة المصرية قنوات النظام السابق التي تبث على القمر النايل سات والتي هددت الأمن الوطني الليبي وسلامة الثورة الليبية تنفيذا للحكم القضائي الصادر بالخصوص ؟ولماذا تلكأت في ذلك ؟
وهل إقفال تلك القنوات الذي جاء مباشرة بعد سيطرة الثوار على طرابلس هو محض مصادفة فقط؟
4-لماذا لاتحارب الحكومة المصرية العصابات التي تنشط داخل مصر في تهريب السلع والدواء والآثار الليبية والسيارات المسروقة والنحاس والخردة؟هل لأن الحكومة المصرية لاتستطيع أن تمنع ذلك؟ولماذا حاربت الحكومة المصرية التهريب على الحدود مع غزة ؟ولمصلحة من تفعل ذلك؟وهل مصلحة إسرائيل أهم من مصالح الشعب الليبي الشقيق؟
5-لماذا لا تقوم الحكومة المصرية بخطوات ملموسة على الأرض لمنع تسلل الرعايا المصريين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ ودون إجراءات رسمية إلى الأراضي الليبية ؟ولماذا تغرقنا في هذا الطوفان الذي يهدد ليبيا ؟ولماذا في المقابل تقوم الحكومة المصرية بتعقب وإطلاق النار وقتل الأفارقة الذين يتسللون عبر سيناء إلى إسرائيل ؟
ولمصلحة من تفعل ذلك ؟وهل مصلحة إسرائيل أهم من مصلحة الشعب الليبي الشقيق؟!
6- والسؤال العقدة هو هل من لم يصن أموال الشعب الليبي ويحفظ أمنه وحدوده ويقفل الحدود في وجه أعوان النظام الليبي السابق الهاربين إلى مصر يمكن أن يساهم في إعمار ليبيا ؟
ولولا خوفي من أن أتهم بالمبالغة لقلت إن الأطفال في ليبيا يعرفون الإجابة عن تلك الأسئلة السابقة. فلماذا إذن هذا التذاكي على الليبيين ؟ولماذاهذا الاستخفاف بمصالح الشعب الليبي ؟
إن الليبيين وعلى جميع مستوياتهم الفكرية والسياسية والنخب الليبية التي أثارت إعجاب العالم بهذه الثورة المجيدة وعلى رأسهم المجلس الوطني الانتقالي الموقر والمكتب التنفيذي المحترم أمـــام تحديات كثيرة في الداخل والخارج تتمثل في إعادة إعمار ليبيا العظيمة التي يستحقها أبناؤها الأحرار بما تملك من إمكانيات مادية وبشرية كبيرة دون منة أو صدقة من أحد وبعيدا عن الشعارات الفارغة التي كان يرددها النظام البائد الذي لم تكن تهمه المصالح الوطنية الليبية العليا .
إن خطط إعمار ليبيا الجديدة يجب أن تنشد فقط المصلحة الليبية بما يضمن ازدهار ليبيا ورفعتها التي حرم الليبيون منها طويلا وبعيدا عن العواطف الجياشة والشعارات الفارغة التي لا يمكن أن تبني وطنا أو تقيم حضارة .
إن ليبيا ليست مؤسسة خيرية بل هي دولة لها مصالحها الوطنية الخالصة ولا يمكن لليبيا الجديدة أن تكون سوقا للسلع الرديئة أو العمالة غير الماهرة أو التجارب الإنمائية الفاشلة التي يحاول البعض تصديرها إلينا أو أن تكون ليبيا فقط فرصة لبعض الأطراف الإقليمية التي تريد التخلص من مشاكل اقتصادية واجتماعية خطيرة لديها كالانفجار السكاني أو بعض المشاكل الطائفية وتصديرها لنا غير مكترثين أو مبالين بمصالح الشعب الليبي الطيب . وأخيرا فإنني أعود لما بدأت به هذا المقال وهو تصريح رئيس وزراء مصر الذي يريد أن يطلب من وزراته تلبية احتياجات الشعب الليبي ( بصورة عاجلة ) ليس حرصا على مصلحة الشعب الليبي كما نظن ولكن لأن الشركات المصرية لابد أن تدخل للسوق الليبي بصورة (عـــــــاجلة) وذلك لأن الدخول في مناقصات مع منافسين آخرين ليس من مصلحة الشركات المصرية لأنه ليس لها القدرة الفنية على المنافسة فالرهان إذن كله على التكليف المباشر وبشكل (عــــــاجل ولهذا فإني أنصح وبكل تواضع المجلس الوطني الانتقالي الذي نحترمه ونثق فيه بعدم الاستعجال في التعاقد مع الشركات المصرية وعدم التسرع في ذلك تحت ضغط الوقت لأن ذلك لا يخدم المصلحة الوطنية الليبية ولا يوصلنا إلى الإعمار الذي ننشده ويستحقه الليبيون الأحرار ولنا في التجربة الكويتية في إعادة الإعمار خير مثال حيث لم يكن للشركات المصرية فيها نصيب يذكر وكذلك فإن إعمار ليبيا لا أعتقد أن الشركات المصرية قادرة على الاطلاع به لتواضع قدراتها الفنية مقارنة بالشركات العالمية من تركيا إلى الصين مرورا بأوروبا وكذلك لما تعانيه الإدارة المصرية من فساد كان أحد الأسباب الرئيسة لاندلاع الثورة المصرية في 25/1/2011 ونحن ننشد التخلص من الفساد المالي والاداري الذي زرعه النظام البائد في ليبيا لا ان نزيد فسادا على فساد.
مع تحياتي لليبيين الذين أثبتوا للعالم أنهم لأمهم ليبيا خير الأولاد .
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
14/09/11, 11:42 pm
