في الأيام التي تلت تحرير عاصمتنا طرابلس على يد ثوارنا الأبطال الأشاوس لاحظت وبالتأكيد الكثيرون منكم قد لاحظوا ظاهرة الانشقاقات المتتالية لأزلام وأركان النظام المتهاوي والمنهار في الوقت بدل الضائع كما يقال في لغة كرة القدم ، هذه الانشقاقات والانضمام أو الانحياز كما يقول المنشقون إلى ثورة 17 فبراير قابله شرفاء هذا الوطن الذين التحموا مع الثورة منذ انطلاقتها بالرفض وعدم الرضا ، فالمنشقون بعد فوات الأوان يعرفهم كل ليبي ويعرف ماضيهم الملوث وتاريخهم الأسود ، فجميعهم إما أيديهم ملطخة بدماء الليبيين الشرفاء أو متورطين في جرائم الفساد المالي ونهب ثروات الشعب المحروم أو أبواقاً كانت وظلت حتى اللحظات الأخيرة تمارس الكذب والتدجيل والتزييف لتشويه صورة شرفاء ليبيا وبذات الكذب والتدجيل والتزييف تزين صورة القذافي ونظامه الفاسد ،وقد أيقن الجميع بأن انشقاق هؤلاء ما هو إلا لعبةٌ أو ورقة أخيرة يلعبون بها أملاً في النجاة والنفاذ بجلودهم من المصير الذي ينتظرهم ، وشرفاء هذا الوطن الذين وقفوا وساندوا ثورة 17 فبراير منذ انطلاق شرارتها متخوفون من أن يتم غض النظر عن جرائم هؤلاء في حق الشعب الليبي ويتم العفو عنهم لمجرد أنهم أعلنوا انشقاقهم ، والخوف الأكبر أن تقفز مجموعة من هؤلاء إن لم يكن جميعهم على ظهورنا ونفاجأ بهم وقد سرقوا ثورتنا واعتلوا المناصب القيادية في الدولة الجديدة ، وهذا ما قاله بعض المنشقين عندما عرضوا خدماتهم وأنهم مستعدون لتولي أي منصب يكلفهم به المجلس الانتقالي لدرجة أن أحد هؤلاء وقد كان مسئولاً مسئولية مباشرة عن تدمير قطاعاً من أهم قطاعات الدولة زاعماً بأن ذلك كان بأمر وتعليمات القذافي ، هذا المنشق قال بأنه مستعد لإصلاح نفس القطاع إذا ما كلفه المجلس الانتقالي بقيادته ، هذا الخوف طبيعي ومنطقي ومشروع فمن حق كل ليبي شريف أن يخاف على ثورته التي دفع ثمنها غالياً من دماء وأرواح أبناءه ، ولكنني على ثقة وليكن كل ليبي على ثقة من أننا ومجلسنا الانتقالي بقيادة الرجل الفاضل والشيخ الجليل لن نرضى ولن نسمح بسرقة ثورتنا أو الضحك على ذقوننا ، والرجل الفاضل قالها صريحةٌٌ عندما تحدث عن محاسبة كل شخص عمل مع نظام القذافي ، وهذا المستشار المحترم ضرب أروع مثل عندما قدم نفسه كأول شخص تتم محاسبته عن السنوات التي عمل فيها وزيراً في نظام القذافي ، معنى الكلام أن اللعبة لن تنطلي علينا ولن نفرط في حقوقنا ولهذا ثقوا وتأكدوا بأن ثورتنا لن تسرق ولن يُضحك علينا في غفلةٍ منا لنفاجأ بمن أساء إلينا يقودنا بعد فترة ، وكما قال المستشار ستتم محاسبة كل من أساء لهذا الوطن وأبناءه وسينال كل مجرم عقابه ، من تلطخت يداه بالدم سيلقى جزاءه ومن سرق سيعيد المال لأصحابه ، وبعد أن تطبق العدالة وتُرد المظالم وتعود الحقوق لأصحابها وينال كل مسيء جزائه حينها فقط سنقول لهؤلاء مرحباً بكم أخوةٌ لنا في الوطن الحر …
بقلم : صلاح رضوان