زعم رئيس المخابرات الداخلية الفرنسية السابق، إيف بونى، أن فرنسا خسرت مبادئها وشرفها ومصداقيتها في ليبيا.
ووفقاً لما جاء في صحيفة لوموند الفرنسية، قال بونى، إن فرنسا ربما تكون ربحت الأموال، وهذا أمر لم يحصل بعد، لكنى أخاف أن تكون فرنسا خسرت مبادئها وشرفها ومصداقيتها، والتزامها تجاه أفريقيا، لا شيء يفسر سماح فرنسا التخلي عن مبادئها الديمقراطية التي بنيت عليها، فالتخلي عن مبادئنا أمر خطير .
وتابع الصحف الفرنسية تتحدث صباح مساء عن الأموال الضخمة التي حصلت عليها فرنسا وعن عقود البترول، إنهم يتحدثون عن عقود بـ150 مليار يورو، أنا أتساءل ما هو ثمن هذه العقود لأعمار ليبيا .
وشدد بونى على المبادئ السامية التي يؤمن بها الغرب، وفرنسا على وجه الخصوص، مثل الديمقراطية والحرية والشرعية، إذ يرى أن عملية الإطاحة بنظام القذافي خضعت لـ”معادلة الأقوى”، بغض النظر عن المبادئ والقيم التي قال إنه لم يتم احترامها.
وأشار بونى إلى أن السلطة الليبية الجديدة تفتقد إلى السيادة والشرعية وأن حكام ليبيا الجدد نصبوا أنفسهم بتزكية من الرئيس الفرنسي والكاتب الصحفي برنارد هنرى ليفى.
وقال إنهم خرجوا إلى العلن بعد لقاء مع الرئيس ساركوزى فأصبحوا سادة ليبيا الجدد، ولا يراعون لا الشكل ولا المضمون .
وأضاف القيام بالحرب والانتصار فيها يوصل إلى الحكم، لكن هؤلاء لم يقوموا بالحرب، بل قام بها أناس آخرون، فحتى شرعية الحكم عبر الحرب لا يملكونها .
وأرجع بونى مشاركة دول حلف شمال الأطلسي في الحرب إلى كونها لا تدرك حقيقة ما يجرى في ليبيا وحقيقة الوضع، حيث زعم أنه بذلك غاب التقدير الحقيقى للأمور، قائلا، “لقد قاموا بتربية أفعى وسيأتى اليوم الذي تلدغهم فيه، وفرنسا ستكون أول من يلدغ، وإن كنت لا أتمنى حدوث ذلك”.
وفى السياق ذاته، يجد بوني أن سقوط نظام معمر القذافي بهذه الطريقة وبلوغ التيارات المتشددة الحكم في ليبيا سيكون له تأثير على الخريطة الأمنية في المنطقة، مستبعدا أن يقدم الحكام الجدد في ليبيا نفس المستوى من التعاون الذي كان يقدمه القذافي وبالجدية ذاتها بخصوص محاربة تنظيم القاعدة.