*نقدر الظروف التي تمر بها المجلس، وسعيه لحل الضائقة المالية التي تمر بها البلاد بسبب الحرب مدينة الزنتان الواقعة على قمم الجبل الغربي (نفوسة) هي من بين المدن التي كان لها فضل زعزعة نظام حكم العقيد معمر القذافي، حيث انتفضت يوم 16 من شهر فبراير، ما جعلها وغيرها من مدن غرب البلاد “سهاماً طاعنة” في خاصرة العقيد، الذي كان قد راهن على مخطط تقسيم البلاد، فيما لو لم يستطع السيطرة على شرق ليبيا.عليه فقد عانت المدينة من ندرة الإمدادات الغذائية والطبية مما انعكس بالسلب على حياة الناس هناك، وذلك جراء الحصار الخانق الذي فرضته الكتائب التابعة للقذافي.. قورينا الجديدة زارت المدينة والتقت مع رئيس المجلس المحلي للزنتان، أحمد عبد الله عمار.بداية هل لك أن تحدثنا عن المجلس؟ بعد تحرير المدينة، وبناءً على قرار المجلس الوطني الانتقالي بإنشاء مجالس محلية في المناطق المحررة، تم تأسيس مجلس محلي للمدينة، وذلك لأجل الوقوف على حاجياتها ومحاولة توفيرها بالتعاون مع الانتقالي، إضافة إلى متابعة أخبار الجبهات التي يقاتل فيها أبناء المدينة
.ما صعوبات التي واجهها المجلس المحلي؟المجلس في بداية عمله كان قد تعرض لكثير من المشاكل بسبب عدم استطاعته لتوفير المواد الأساسية للمواطنين، ناهيك عن انقطاع الاتصالات والكهرباء، التي تسببت فيها بشكل رئيس كتائب القذافي أثناء محاصرتها لمدن الجبل الغربي في تلك الفترة، لكن بفضل قوافل الإغاثة تم التغلب على تلك الصعوبات بشكل كبير، الأمر الذي مكن المجلس من توفير الخدمات للمواطنين في المدينة، والحمد لله لم نتعرض في المدينة إلى مرحلة المجاعة.
كيف قام المجلس بتوفير الخدمات الصحية للمواطنين والثوار؟بحكم أن جبهة الزنتان كانت الأقوى بين مناطق الجبل الغربي، والتي كانت دائماً مناهضة لنظام القذافي، فقد كانت أعداد جرحى المواجهات والشهداء تشكل مشكلة كبيرة للمستشفى الوحيد الذي بالمدينة، كونه ليس كبيراً، ولم تكن تتوفر فيه كل الإمكانيات الطبية الكافية لاستيعاب هذا الكم الهائل.
ففي بداية اندلاع الثورة في منطقة الجبل كان اعتمادنا على العناصر والكوادر الطبية الأجنبية، والتي أحييها لأنها رفضت ترك المدينة والبقاء في المدينة رغم الحصار والقتل والقصف المتواصل، فقط لإحساسها بالدور الإنساني المناط إليها في مثل هكذا أحوال، وبعد تحرير معبر أذهيبة الحدودي بدأت الكوادر الطبية المتطوعة والأطقم الطبية المختلفة.
وفيما يتعلق بالأدوية فقط كانت تصلنا وبشكل متقطع عبر المعبر، لكن أكثر الأشياء التي واجهة المدينة في هذا الصدد هو نقص في المعدات،ما تسبب في بتر معظم حالات الجرحى من الثوار والمدنيين في المدينة، إلى جانب نقص سيارات الإسعاف، ما جعلنا نستعين بسيارات الدفع الرباعي لنقل الجرحى إلى تونس لأجل تلقي العلاج اللازم الذي حرموا منه.
كيف تصل المساعدات الإنسانية للمدينة؟المدينة بشكل خاص ومنطقة الجبل الغربي بشكل عام، حوصرت من قبل كتائب القذافي منذ بداية الثورة وتحديدا مدينة الزنتان تم حصارها بشكل كبير ومحكم، وتم منع عنها الغذاء والدواء وكل شيء حيوي حتى الكهرباء والاتصالات قطعت عن المدينة بشكل نهائي، أي المدينة معزولة عن العالم.
وعملاً منه على تشديد الخناق قام النظام بإرجاع كل المساعدات والقوافل التجارية والمساعدات التي كانت تصل من العاصمة طرابلس، وقد كانت بوابة أذهيبة الحدودية مع تونس المجاورة مقفلة بشكل كامل من قبل كتائب القذافي، لكن بفضل الله أولا وثانيا كان مخزون من المواد الغذائية الذي كان متواجد داخل بيوت المدينة كانت تكفي إلى حين تحرير البوابة لرفع الحصار عن المواطنين في المدينة.. ولو لم يسيطر ثوار الزنتان على معبر “أذهيبة” الحدودي، لكانت الكارثة قد بالزنتان، إذ إن البوابة كانت متنفساً تأتي عن طريقها المواد الغذائية والوقود والدواء والمواد الأساسية الأخرى.
في ذلك الوقت شهدت المدينة نزوح الأهالي عنها نحو تونس، هل كان لذلك دور في تخفيف المعاناة؟ نعم فنزوح الأهالي عبر المعبر إلى تونس خففت من وطأة معاناة المدينة، وتركيز عمل المجلس حينها على كيفية توفير المياه الصالحة للشرب لكل سكان المدينة، بالإضافة إلى توفير الكهرباء التي تم تدمير مولداتها من قبل الكتائب، وذلك لمنع وصول المياه من الآبار التي هي الأخرى تعرض للتخريب، لكن وبمجرد بعد تحرير المدينة قمنا بعدة مساعي من أجل تشغيل هذه الآبار لتوفير المياه للمواطنين.
وكيف تمت معالجة انقطاع الكهرباء؟تم ذلك من خلال تشكيل فرق لإصلاح الأضرار التي خلفتها الكتائب القذافي في كامل مدن الجبل، فقد كانت الأضرار التي تعرضت لها الأبراج الكهربائية نتيجة القصف العشوائي لمدن الجبل، وقد قامت هذه الفرق بالإصلاح بشكل منتظم حتى أثناء القصف|، والذي جاء بالتنسيق مع المسؤولين في مدينة بنغازي لإرسال فرق أخرى للمساعدة في إصلاح ما خلفه من دمار للخطوط الضغط العالي وبعض الأبراج التي دمرت بشكل كامل.
والآن الكهرباء حاليا متوفرة بشكل كبير، فقط تنقطع لمدة ست ساعات من أربعة وعشرون الساعة، وهذه الست ساعات أحيانا بشكل متواصل وأحيانا بشكل متقطع، ولم تحل المشكلة الكهرباء بشكل نهائي، لكن أفضل من قبل والحمد لله.
وماذا عن المياه؟فيما يتعلق بالمياه فلم تحل بشكل نهائي، فهي متوفرة بنسبة 20%، وذلك راجع لوجود مشاكل في آبار المياه الواقعة أسفل الجبل والجنوب المدينة، إلى جانب مشكلة الكبيرة التي تعاني منها المدينة في نقص الوقود التي عانت منها المدينة لدرجة أنه حتى سيارات الثوار التي توجد في الجبهات توشك على الوقوف وأصبحت شبه واقفة، ولكن بفضل شبابنا الثوار الذين استطاعوا أن يسيطروا على معبر أذهيبة تمكنا من توفير الوقود اللازم لأهالي المدينة.
بالتطرق للوقود، كيف تعامل المجلس مع تجارة الوقود؟ تجارة الوقود بدأت منذ بداية الأزمة من قبل تجار من المدينة عبر معبر أذهيبة الحدودي، وبعد تحسن الأوضاع الأمنية بدأ التجار التونسيين في استيراد الوقود من تونس، وكانت تباع سعر لتر البنزين بقرابة 2 دينار أو 3 دينارات للتر، وذلك راجع لفارق العملة الذي ارتفع، والمجلس درس هذا السعر ولم يجد فيه أي زيادة كبيرة أو نوع من الاستغلال من قبل التجار للمواطنين في سعر الوقود، وتجارة البنزين لم تكن نقمة، بل كانت نعمة على المدينة، فهي قد حلت مشكلة الضائقة التي تمر بها المدينة.
وماذا عن دور المجلس الوطني الانتقالي؟نحن نقدر الظروف التي تمر بها المجلس، وسعيه لحل الضائقة المالية التي تمر بها البلاد بسبب الحرب، ولهذا المجلس المحلي يقدر الجهود الحثيثة التي يقوم بها المجلس الوطني من أجل توفير السيولة المادية، حيث إنه قام بإرسال مبالغ مالية على عدة دفعات فكانت الدفعة الأولى قرابة 11 مليون دينار ليبي، وفي الدفعة الثانية قرابة 15 مليون دينار ليبي لكافة مدن الجبل الغربي.
وحاليا أرسل المجلس الوطني مبلغ قرابة 15 مليون دينار ليبي لمنطقة الجبل الغربي وتم إيداعها في مصرفي الوحدة والأهلي، وعمّ قريب سيستطيع المواطنين من سحب المبالغ المالية ضمن حساباتهم في تلك المصارف.
كلمة للمجلس الوطني الانتقالي؟نقول للمجلس الوطني نحن معك قلبا وقالبا، وهذا ليس وقت للخلافات والحساسيات، حتى يتم تحرير كافة التراب الليبي من نظام القذافي، وبناء دولة ليبيا الحرة الجديدة، مبنية على الديمقراطية والحرية التعبير.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
22/09/11, 05:07 pm
