فوجئ الليبيون وغيرهم بظهور يوسف شاكير على شاشة قناة الرأي ومقرها ريف دمشق، بعد
أن كانوا يعتقدون أنه فر إلى القاهرة، أو هرب وأصبح يتنقل متنكرا في ليبيا خشية الاعتقال، لعلمه
أن ملايين الليبيين يتمنون «تكحيل» أعينهم برؤيته مقبوضا عليه لدى الثوار.
وقال مصدر عسكري تابع للثوار في مدينة غدامس لصحيفة قورينا، إن شاكير يعتقد أنه خرج برفقة
اتباع القذافي منتصف الشهر الجاري،مشيرا إلى أن ظهوره بجانب مؤسس تلفزيون الرأي النائب
العراقي السابق، مشعان الجبوري يدل على تهريبه بطريقة أمنية وسرية.
وأضاف المصدر أن شاكير تم تسفيره من الجزائر عن طريق طائرة خاصة إلى دمشق واستقبله
أشخاص موالين للقذافي بالعاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي بحسب شهود عيان في سوريا
للمجلس العسكري في المدينة.
يشار إلى أن يوسف شاكير، أو «شاخير» كما كان الليبيون يسمونه استهزاء، هو الوحيد الذي يحمل
من الألقاب أكثر مما يحمله العقيد، ومنها “ساحر القذافي” أو “صحاف ليبيا”.
واحتار الليبيون في أي خانة يضعونه، فكانت إطلالة قصيرة تلت رسالة صوتية بثتها القناة لعائشة القذافي، ابنة
العقيد اللاجئة منذ الشهر الحالي بالجزائر مع أولادها ووالدتها وشقيقها هنيبعل وأخيها غير الشقيق
محمد، واعتاد «الدكتور» شاكير، الذي حاول الحصول على الدكتوراه ولم يفلح، الظهور كل ليلة في
برنامجه الشهير «عشم الوطن» على قناة «الجماهيرية» وفي يده سبحة خليجية الطراز
بنية من 99 حبة، وفي البرنامج كان يستهزئ ويسخر من الشخصيات المعارضة ومن عائلاتهم
بأسلوب جارح تسبب في مقتل الكثيرين منهم أو من أفراد عائلاتهم.
وكان شاكير يزعم في «عشم الوطن» انه يتلقى رسائل من سليمان الحكيم، ومن الجن وسلاطينهم، في
الوقت الذي كان يلجأ فيه الى المؤذي من التهكمات، كما فعل في إحدى حلقات البرنامج، حين سحب
لعبة قرد سعدان كانت في كيس معه، وأدارها بزر كهربائي على الطاولة، فراح السعدان يهتز
ويرقص، في أشارة من شاكير إلى مصير الثوار.
ومرة أنهى البرنامج بتهديدات للناتو من سلاطين الجن، وويلات من طيور البوم والغربان، فقال: كما
أن الصالحين معكم، أهل الباطن (يقصد الجن) يحاربون معكم، وأنا عندي رسالة اليوم موجهة
من الحكيم سليمان الى السلطان «حس حبتوه» المغرب: لقد كثر الهرج والمرج والأخذ والرد، عليه
أرسل طيوره أزرب الخدر (وهي البوم والغراب الاسود النعاق) عليهم، دك بلادهم، الجزاء
من جنس العمل، واحدة بواحدة والبادي أظلم».
وتابع الرسالة وهو ممسك سبحته وقال: عمم الظلام، ابدأ بولايتين، ودع البومة السوداء تنعق. رد
الفعل بالمثل. وتتجرع الإشعاع الياباني، وأهرج وامرج من سكنها، عبثا تحاول نقلهم بالسفن، والى
أين تخندقهم في السراديب الجراء، ستنعق البوم الندم والحسرة، لا حل للاشعاعات النيزكية أيها
الأمريكيون. ارحلوا قبل أن يداهمكم الموت البطيء السريع. تراجع وعوض ما فاتك، وان تقدمت
على الهناد نتقدم في أكثر فوضى بالعالم، وأنتم تعلمون من هو المربوط الليبي.
ثم راح يذكر ما ورد في الرسالة من تنبؤات أطلقها بعض عناصر الجن، فقال: السلطان «همشاس» (يقول): أرض
الأتراك تنشق بزلازل من أجل بيع الدين بالدنيا. السلطان «أشاوس»: أرض الانجليز والتابع القطري
والإماراتي، ريح صفراء تحمل غبار الموت، وغضب الطبيعة يطهر غبار قذارة البشر. ارحلوا يا آدميين. هذه
المدن انذار الموت قادم لا محالة. قادتكم لم يتركوا لكم خيارا. ستموتون غدا بالبوم.
وكان يوسف شاكير يسخر -بحسب موقع الإنباء الكويتية- من شخصيات عربية مرموقة، فمدينة البريقة
سماها «عمتك أبريكة»، وبدا فيما بعد أن نوبات هستيريا إعلامية سيطرت عليه وحملته على الشتم
المتنوع، فنعت بريطانيا العظمى بالسفلى، وفسر اسم عبدالمنعم الهوني بأنه من الهوان، ووصف
عبدالرحمن شلقم بعازف عود «زور ميلاده فجعله بتاريخ الفاتح ليتسنى له الحصول على سيارة»، كما
قال. ثم بكى في غحدى الحلقات حين أخبروه بمقتل عنصر من كتائب القذافي.