انطلقت الدوريات الأوروبية عن موسم 2012/2011 لتعلن عن بروز مواهب جديدة سيفوز
بعضها باهتمامكم وسيُظلم بعضها الأخر لبُعدها عنكم، وما هو بعيدٌ عن عيونكم سيُقربه
جول.كوم من أجلكم وفي برنامج أسبوعي مُتخصص عن المواهب المجهولة..
الموسم
الماضي بدأنا في هذا البرنامج منتصف الموسم، فكانت الحصيلة (9حلقات)، لكن هذا
الموسم نعدكم بالمزيد وأكثر بكثير من النسخة الأولى من
البرنامج.
البطلهو أحد نجوم الكالتشيو والمنتخب
الكولومبي، لكنه من نوعية اللاعبين غير المحظوظين بإلقاء الضوء عليهم من قبل وسائل
الإعلام، إنه فهد أودينيزي الذي قدم لمحات إبداعية في موسمه الأول ثم توهج في موسمه
الثاني وقاد فريقه –حتى الآن- لـاحتلال مقدمة السيريا آ بفارق الأهداف عن زعيم
الشمال يوفنتوس، نجم حلقتنا هو "بابلو إستيفير آرميرو.
من هو
أرميروجاء أرميرو إلى الحياة في الموافق الثاني من نوفمبر عام
1986 في مدينة توماكو القريبة من الإكوادور والواقعة على المحيط الهادئ في جنوب
كولومبيا، وبدأ مسيرته الكروية في سن مبكرة مع نادي أمريكا دي كالي، ثم وصل للفريق
الأول في موسم 2002-2003 وظل محافظاَ على مكانه في التشكيلة الأساسية إلى أن قاد
الفريق للفوز بلقب الدوري رقم 13 وبعد ذلك تلقى عرضاً جاداً من نادي بالميراس
البرازيلي.
وانضم الفتى الأسمر إلى العملاق البرازيلي على سبيل الإعارة، لكن
بعد تألقه اللافت قامت الإدارة البرازيلية بشراء عقده من أمريكا دي كتالي في صفقة
لم يتم الكشف عنها –آنذاك-، ونظراً لقدرته الهائلة على المراوغة وإرسال عرضيات
نموذجية قام مدرب بالميراس بتغيير مركزه من الظهير الأيسر إلى الجناح الأيسر الذي
أظهر قدراته الحقيقية، ومن هنا بدأ يكتسب ثقة كبيرة في نفسه خاصة وأن ذلك التوقيت
كان قد حجز مكانه في التشكيلة الأساسية لمنتخب بلاده.
ورغم أنه لم يُحرز سوى
هدفاً يتيماً في موسمه الأول إلا أنه ساهم بشكل كبير في وصول بالميسراس للدور نصف
النهائي للدوري البرازيلي الدرجة الأول قبل أن ينحني أمام سانتوس بنتيجة 4/2 بمجموع
المباراتين، وفور انتهاء موسمه الأول انهارت عليه العروض من الأندية الإيطالية،
وبالفعل وقع على عقد مبدئي للانضمام لبارما لكن الصفقة لم يكتب لها النجاح لعدم
حصول اللاعب وقتها على جواز سفر أوروبي ما تسبب في بقاء أرميرو في
بالميراس.
الطريق إلى فريوليوبعد مشاركة نجم
حلقتنا في سبع مباريات مع بالميراس في موسمه الثاني، أعلن نادي أودينيزي في الموافق
28 من أغسطس 2010 عن ضم أرميرو في مفاجأة لم يصدقها مسؤولو بارما الذين فشلوا في
إتمام الصفقة قبل إعلان أودينيزي بأسابيع قليلة.
وكما شغل أرميرو مركز
الجناح الأيسر في بالميراس فعل نفس الشيء في أودينيزي بتوجيهات من المدرب فرانشيسكو
جويدولين الذي منحه فرصة المشاركة للتعبير عن نفسه، وبالفعل تمسك اللاعب بالفرصة
وقدم عروضاً مميزة ونجح فرض نفسه على التشكيلة الأساسية إلى أن أنهى الموسم وفي
جعبته هدفين من مشاركته في 32 لقاء.
والأهم من ذلك أنه صنع عديد من الأهداف
لرفاقه بوجه عام وللفنان "دي ناتالي" بوجه خاص، الأمر الذي ساهم في حصول الفريق
الأبيض والاسود في الترشح لدوري أبطال أوروبا، لكن الفرحة لم تكتمل بعد خروجهم من
الدور الإقصائي أمام كبير عاصمة الضباب –آرسنال- الذي فاز بثلاثة أهداف مقابل هدف
في مجموع المباراتين، لكن هذا لا يمنع أن رفاق دي ناتالي قدموا كل شيء في كرة
القدم..ولولا سوء حظهم وبراعة الحارس تشيزني لكان أودينيزي في دوري مجموعات
أوروبا.
وكان أرميرو على وشك الانضمام لليفربول قبل غلق ميركاتو الصيف
الماضي نظراَ لحاجة الفريق الإنجليزي للاعب أعسر بمواصفات الدولي الكولومبي، لكن
تعنت إدارة أودينيزي وتمسكها بضرورة الحصول على مبلغ تعجيزي حاول دون إتمام الصفقة
ليضطر الكينج دالجليش لجلب ظهير نيوكاسل يونايتد انريكي، ومع ذلك لم يتأثر مستوى
نجم حلقتنا وبدأ الموسم بشكل متميز بتوقيعه على هدف فريقه الفوز في مرمى رين
الفرنسي في افتتاح مباريات الدوري الأوروبي، وذلك قبل أن يشارك في أربع مباريات من
أصل خمس في الكالتشيو الإيطالي الذي يتقاسم أودينيزي صدارته مع يوفنتوس ولكل منهما
11 نقطة.
أرميرو الدولــــيارتدى أرميرو قميص
منتخب بلاده لـأول مرة في الموافق الأول من مايو 2008 في مباراة ودية ضد فنزويلا
وكانت قد انتهت لمصلحة المنتخب الكولومبي بنتيجة 5/2، ومنذ ذلك التاريخ وهو لا يغيب
عن المحافل الدولية إلى أن صار من القوام الرئيسي لمنتخبه، ووضح ذلك من خلال دوره
المؤثر في بطولة كوبا أمريكا 2011 التي قدم من خلالها المنتخب الكولومبي عروضاً
مميزة في دور المجموعات قبل أن يُقصيه منتخب بيرو من الدور ربع النهائي بهدفين
نظيفين.
صاحب الـ25 عام، شارك حتى الآن في 25 لقاء مع منتخب بلاده منهم 11
لقاء هذا العام، لكنه لم يُوقع على أهداف دولية حتى وقتنا
هذا.
الرأي الفنيهو لاعب أعسر يُجيد اللعب في
مركزي الظهير الأيسر والجناح الأيسر، لديه القدرة على الاحتفاظ بالكرة تحت قدميه،
غير أنه لاعب مهاري بإمكانه المرور من المدافعين سواء من الوضع واقفاً أو بسرعته
التي ظهرت في مباراة آرسنال عندما مر بالسرعة القصوى من الثلاثي فيرمالين، فريمبونج
وسونج في لعبه واحدة على إثرها انفرد بالحارس تشيزني لكنه في النهاية سدد في جسد
الأخير، وتبقى تمريراته الأرضية الدقيقة وعرضياته النموذجية من الجهة اليسرى هي
أفضل ما يميزه بالإضافة إلى قيامه بأدواره الدفاعية على أكمل وجه كونه قوي البنية،
لكن يعيبه عدم التركيز أمام المرمى، فهو كثيراً ما يتعامل برعونة مبالغ فيها أمام
مرمى الخصوم رغم أنه عادةً ما يخلق فرص مُحققة لنفسه.
هذه كانت رحلتنا
القصيرة مع أحد عمالقة السيريا آ المجهولين بالنسبة للعديد من عشاق الساحرة
المستديرة،، نلقاكم الأسبوع المقبل في حلقة جديدة و.... غول مجهول!