دور الأدب في تغيير المجتمع ....بقلم وليد العرف
لا أدري لربما شِعرنا العربي قديمة وحديثة يخلو من هذه المقومات ..هذه المقومات التي هي المضمون والصورة الشعريه والإيقاع الموسيقي ..كثيراً ما نسمع وخاصة في الشعر العربي المعاصر كلمة (إبداع) والمثقف العربي يعاني من القهر والكبت وفي كثيراً من الاحيان الحد من الحريه في التعبير ؟؟؟؟
فكيف يكون الإبداع أو كيف يبدع الأديب العربي وهو عاجز عن التعبير عن مكنونه الأدبي أو عما يكتمن في نفسه ؟؟ لو كان القصد من الإبداع في الشكل أو في التشكيل هنا لا بد أن نعود إلى السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه ..(أيهما افضل الألفاظ أم المعاني) ولا بد لنا أن نقف على كل جانب من جوانب العمل الأدبي دون الأخر..فاليوم معظم الحديث يجنح إلى الشكل أكثر من المضمون وهذا ما يسمى بالمغامرات أو الشطحات الأدبية التي وصل بها الحد إلى الشطحات الشكلية والتجريديه ..ومع الأسف أن بعض الأدباء والكتاب وصفوا هذا الجنوح محاولة للتجديد والتكتيك إذاً التجديد بالشكل والأبتعاد عن المضمون أو إذا صح التعبير التجديد على حساب المضمون تماماً كما أصيب الأدب في العصر العباسي عندما تخلى عن وظيفته العملية والأجتماعية وأصبح مجرد شكل من المحسنات البدعية الفضفاضة التي أفقدت اللغة مدلولها بين ثنايا الشكل..وحيث بدأ المجتمع يفقد الكثير من مقوماته ومقومات وجوده..إذاً نحن نعيش أزمة الأبداع العربي والتي فقدت منبرها الموحد الذي كانت تتلاقى فيه معظم الثقافات العربية وعلى مختلف أطيافها والتي كانت تفجر من إجتهاداتها شرارات التجديد والأبداع الحقيقي..
من هنا يبدأ دور الأدب في تغيير المجتمع..لأن الحديث يدور عن موقع الأديب في مجتمعه هذا الموقع الذي لم يعطه العلماء والأدباء تصوراً واضحاً وأكتفو بصياغة هذه الجملة (بأن الاديب العربي المعاصر يستلهم الماضي من أجل معركة الحاضر لصياغة المستقبل) لنقع في حفرة او مطب المصطلح الغير واضح والغير محدد هنا لا أدري ما القصد من الماضي الذي علينا أن نستلهمة ولا ادري كيف تتم عملية الأستلهام تلك ..هل مثلاً تتم بإستعارة شخصيات تاريخية وإلباسها لباساً معاصراً وتبدأ عملية الإستلهام.. وما يزيد في غموض كلمة (الماضي ) هو أن بعض الأدباء يقفون من الماضي وقفة تقديس تجعل منه قيداً على حركة الحاضر والمستقبل ..أما إذا كان المقصود بالماضي العقيدة الاسلامية وما نتج عنها من تراث فكري وعقيدي واجتماعي واقتصادي وسياسة وثقافه ..حينها لا أظن ان الماضي سيكون قيداً على الحاضر بل سيكون حافزاً على الحركة والنمو لسبب أنه يشكل إمتداد لتراثنا من الناحية العقيدية والفكريه التي تشتمل على أساسيات مقومات حياتنا الماضيه والحاضرة والمستقبلية ..ولن نرضى بديلاً عنها .... ..
وعن صراعنا مع العدو الصهيوني يقول بعض علماءالأدب..بأنه صراع حدود أولاً .. وهو صراع وجود ثانياً..لا بين حضارتين عربية وصهيونيه ..بل وراح بهم القول إلى أن الصراع بين حركة التحرير الوطني العربي وبين الإمبريالية العالمية والأمريكية خاصة ..والصهيونيه المندمجه بالمصالح مع الإمبريالية...وأن الحرب ضد الإمبريالية والصهيونيه ليست ضد اليهود.؟؟؟؟؟؟
هنا يرفض هؤلاء العلماء والأُدباء إلا أن يضعونا في متاهة اللغة والألفاظ الظنانه التي فقدت مدلولها اللغوي وأُفرغت من محتواها الفكري وهي طريقه لا تصدر إلا من المفلسين افلاس فكري ويعانون إنهزام روحي ..من خلال مناداتهم لإظهار الصهيونيه على أنها شيء مختلف عن اليهوديه وأولئك لا يخدعون سوى انفسهم ..وقد تناسوا أن الصراع الذي نشأ بين الرسول علية افضل الصلاة والسلام واله وصحبه ومن اتبعه الى يوم الدين وبين اليهود كان صراعاً عقيدياً وفكرياً تحول الى صراع تآمري من قبل اليهود والذين وبعد فشلهم وفشل كل وسائلهم في حرب الإسلام والمسلمين أصبح الصراع عسكرياً ما نتج عنه هزيمة اليهود وطردهم من جزيرة العرب..لهذا حذر القرأن من اليهود وغدرهم ودسائسهم ..قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ..وإذا أخذنا ميثاق بني أسرائيل.لا تعبدُون إلا الله.وبالوالين إحساناً وذوي القربى واليتامى والمساكين ..وقولوا للنّاس حُسناً .وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة .ثم توليتم إلا قيلاً منكم وأنتم معرضون ..صورة البقرة 83 كما اشار الله الى هذا اليثاق ونقضة في صورة المائدة (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية) وقال الله تعالى عن فسادهم في الارض (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ..ويسعون في الارض فساداً.. والله لا يحب المفسدون )المائده 64 وقال تعالى مبيناً شدة عداوتهم للمسلمين ( لتجدَنَّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) صدق الله العظيم .. المائده 82
وهناك أمراً اخر أن زعماء اليهود لا يفرقون بين لفظي صهيونية ويهودية لسبب انهما شيء واحد بالنسبة لهم ولا نجد التفريق بينهما إلا عند بعض الأُدباء المنهزمين فكرياً ..ولا بد أن الكثيرين يتذكرون (وايزمان) عندما قال أن يهوديتنا وصهيونيتنا متلازمتان متلاصقتان لا يمكن تدمير الصهيونية بغير تدمير اليهوديه ..وقال سولمون شيختر المفكر اليهودي.. حيثما يكون الصهيونيون عاملين نشطين ..تكون اليهوديه حية فعالة..
من هنا أدعو المثقفين والأدباء أن يكسروا الأقفال من على قلوبهم ويعقلون ويتدبروا ما يقوله الله سبحانه وتعالى في اليهود بل ويتدبروا ما يقوله أعدائهم ...لأن العودة ألى الصواب يجب ان تسبقها عودة إلى الله والإسلام ليكون للأدب دور فعال في النهوض والسير إلى الإتجاه الصحيح ..وللحديث بقيه