بعد انتهاء المواجهات العسكرية بين الثوار وكتائب القذافي .. وبعد أن سقط الطاغية ولقي حتفه الذي كان من الطبيعي
أن يلقاه .. بعد كل هذا أصبح امتلاك السلاح أمرا غير مقبول وغير مبرر
فليس لدى من يحتفظ بالسلاح سبب مقنع للإحتفاظ به .. إلا إذا توفر سوء النية .. وحسن النوايا يتطلب تسليم السلاح
إلى مخازن الجيش الوطني لأنه الجهة الوحيدة التي يجوز لها الإحتفاظ بهذا السلاح .. ومن يرى غير ذلك فهو
مخطيء وشاذ في تفكيره ومخالف لما تعارفت عليه جميع دول العالم التي تعتبر أن الجيش الوطني هو صمام الأمان
للدولة وهو الذي تقع على عاتقه مسئولية حماية البلاد وحماية حدودها وأقاليمها .. والحفاظ على أمنها واستقرارها .
ورغم أن جمع السلاح يمثل تحديا لسلطة المجلس الإنتقالي إلا أن المجلس لن يعدم الوسيلة التي تمكنه من تحقيق هذه
الغاية .. وبإمكانه أن يضع آلية لذلك .. فالأمر صعب لكنه ليس مستحيلا مع وعي الجميع بأهميته .
والشعب الليبي الذي ثار في وجه الظلم .. وأثبت للعالم أنه شعب عظيم .. يعرف جيدا ما معنى أن يظل السلاح في
أيدي تشكيلات خارجة عن سيطرة الجيش الوطني .. وفي داخل البيوت التي تكتظ بالسلاح والذخائر .. كما يعرف
أن العالم يتابع أحداث ثورة فبراير المجيدة بكل إعجاب وانبهار .. ويجب أن يثبت هذا الشعب للعالم أنه شعب
متحضر .. ويقضي على الظاهرة السلبية التي تسيء إلى سمعة هذه الثورة وهي انتشار السلاح في الشوارع وتواجد
العربات المحملة بالرشاشات وقاذفات الصواريخ .. والرماية العشوائية الغير مسئولة في الشوارع طيلة الوقت وفي
مناسبات الأفراح و بدون مناسبة أيضا .
وفي هذه المرحلة ينبغي أن لا يسيء الشعب إلى الثورة التي ضحى من أجلها أبناؤه الشهداء .. ولايسمح لأصحاب
الأجندات الخاصة من تحقيق غاياتهم في الوصول إلى السلطة .
والوضع الطبيعي هو أن يتأسس في ليبيا جيش وطني ينضم إليه كل من يرغب من الثوار .. وتنتهي التشكيلات المسلحة
بعد تسليم سلاحها ويصبح تواجدها أمرا غير مشروع .. حتى تقطع الطريق أمام كل من يحاول أن يحتفظ بالسلاح
لغايات في نفسه .. وكل من يحاول إثارة الفتنة والقلاقل ويسعى إلى زعزعة استقرار ليبيا .
والشباب الليبي الذي أشعل هذه الثورة المباركة يجب أن يدرك أن ثمة مسؤلية تقع على عاتقه في المرحلة القادمة .. وهي المحافظة على مكتسبات هذه الثورة .. وعدم السماح لأصحاب المصالح الخاصة و الطامعين في السلطة من
تحقيق غاياتهم .. وذلك بالتعاون مع السلطة الشرعية في البلاد المتمثلة في المجلس الوطني الإنتقالي في جمع السلاح
وتسليمه من أجل سلامة هذا الوطن .
والأمر الذي غاب عن إدراك الذين يضمرون سوء النية تجاه ليبيا الحرة هو أن ثورة فبراير منذ قيامها وحتى اليوم وهي تسير وفقا لإرادة إلهية .. وحماية ربانية قادرة على كسر شوكة كل من يضمر الشر لهذه البلاد الطاهرة التي ارتوت أرضها بدماء الشهداء .