طرح الأمين العام حلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس راسموسن عرضا على القيادة الليبية، وهو أن تكون هناك
شراكة بين الناتو وليبيا الجديدة، مشيرا إلى أن الأمر متروك للقيادة الليبية، التي هل في حاجة إلى هذه الشراكة أم لا.
وقال راسموسن، في مؤتمر صحفي مشترك بطرابلس مع رئيس المجلس الوطنى الإنتقالى في ليبيا مصطفي عبدالجليل
أمس الثلاثاء، إن الأمر متروك للقيادة الليبية ومدى حاجتها إلى مثل هذه الشراكة، وإذا ما طلبت ليبيا من المؤكد أن
الناتو سينظر إلى طلبها بشكل جاد وستدخل ليبيا ضمن عمليات الناتو المستقبلية، كما دخلت دول عربية أخرى ضمن
عمليات الناتو السابقة.
دعايات مغرضةوردا على سؤال حول نية الناتو إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا، أكد راسموسن أن هذه دعايات مغرضة وليس لدينا نية في
إنشاء أو بناء أى قواعد عسكرية أو نشر جنود على الأراضي الليبية، مشددا على أن الشعب الليبي هو من يحدد
مصيره.
ولفت إلى أن ” ليبيا إذا طلبت من الناتو المساعدة في المجالات التى نستطيع أن نساعد فيها فسنساعدها، وهناك دول
عربية تثق فينا.. آمل فى أن تنضم ليبيا الحرة الديمقراطية إلينا، وهذا يرجع لكم لأن مستقبل ليبيا الحرة يكتب بأيدى
الشعب الليبي “.
وردا على سؤال حول تأمين الحدود الليبية لا سيما الجنوبية، أكد راسموسن أن مهمة الناتو ستنتهى منتصف الليلة، ولكن
وفقا لقرار مجلس الأمن الدولى فإن حظر التسلح ما زال قائما، ولكن اعتبارا من اليوم الثلاثاء فأن تطبيق هذا المهمة
ستكون على عاتق الدول بشكل فردى.
حماية المدنيينوأعرب راسموسن عن فخره للدور الذى لعبه الناتو في حماية المدنيين في ليبيا منذ مارس الماضى وقد شارك فى العملية
نحو 8 آلاف شخص وكنا فاعلين ودقيقين وحذرين حتى لا يتعرض المدنيين للخطر جراء الضربات التى وجهتها
طائرات الناتو للمواقع العسكرية لكتائب القذافي.
وأشار إلى الناتو عمل مع الشركاء في المنطقة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة 1973 بشأن حماية المدنيين وانقذنا ارواح الاف
منهم ونجحنا في تأدية مهمتنا وفى منتصف ليلة اليوم سينتهى فصل ناجح من بطولات الناتو، وبداية كتابة فصل جديد من
تاريخ ليبيا الجديدة من الحرية والعدالة والديمقراطية وسيادة القانون.
وأوضح راسموسن أن العمل الشعبي بدأ في ليبيا وأن التحول من الديكتاتورية والإرهاب ليس سهلا وندرك التحديات
التى ستقابلها ليبيا الجديدة لتحقيق هذا الهدف، معربا عن قلقه بشأن السيطرة على الأسلحة بالشكل المناسب ولا سيما
الأسلحة الخطيرة، مشيرا إلى ثقته في المجلس الانتقالى لتأمين هذه الأسلحة والسيطرة عليها.
أسلحة كيماويةمن جانبه، أكد عبدالجليل على أن عمليات الناتو في ليبيا كانت ناجحة بدرجة كبيرة فقد فقام الناتو بأكثر من عشرة آلاف
ضربة نوعية قادت إلى الانتصار على نظام العقيد المقتول معمر القذافي، وبمساعدة الدول الشقيقة والصديقة ودماء
وشجاعة ثوار ليبيا الأبطال.
وردا على سؤال حول العثور على الأسلحة الكيماوية في ليبيا، قال عبدالجليل إننا بالفعل عثرنا على أسلحة كيماوية
ودعونا خبراء الأسلحة الكيماوية الدوليين للتعاطى معها وسيصلون خلال هذا الأسبوع، مؤكدا على التزام ليبيا
بالاتفاقيات الدولية والثنائية واستعدادها للتعاون مع المنظمات الدولية للتخلص من هذه الأسلحة.
وحول الوضع الإنساني المآسوى في مدينة سرت الساحلية، أكد عبدالجليل أن المجلس الإنتقالي مهتم جدا بالوضع
الإنساني، ولذلك تم تشكيل لجنة لتوفير متطلبات الحياة الضوروية لسكان وأهالى مدينة سرت ولإعادة النازحين إلى
منازلهم ورصدنا ميزانية كبيرة لهذا الأمر.
وقدم عبدالجليل الشكر والتقدير باسم الشعب الليبي لقوات التحالف الدولى ومن عاونهم من العرب والأصدقاء، مثمنا
جهدهم في تحقيق النصر للشعب الليبي بإرادة من الله وبعزيمة المقاتلين.
وكان أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس راسموسن قد وصل ظهر أمس إلى مطار إمعيتيقة الدولى وكان
في استقباله وزير الدفاع جلال الدغيلي وعدد من المسؤولين في وزارة الدفاع.