مسؤول النفط بليبيا ينشق بعد جلود
أقدم رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط عمران أبو قراع على الانشقاق عن نظام العقيد الليبي معمر القذافي، وذلك بشكل شبه متزامن مع الخطوة التي أقدم عليها الرجل الثاني السابق في النظام عبد السلام جلود.
وقال مصدر رسمي تونسي السبت إن أبو قراع لم يعد إلى ليبيا بعد مهمته في إيطاليا، وفضل قطع زيارته وأن يأتي إلى تونس.
وكان أبو قراع مثل بلاده في اجتماع وزراء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في يونيو/حزيران الماضي، بعد أن خلف شكري غانم الذي انشق عن نظام القذافي بعد أن خدم في هذا المنصب لفترة طويلة.
ويعتبر إعلان انشقاق أبو قراع أحدث حلقة في سلسلة التصدعات التي تعصف بنظام القذافي منذ أن اندلعت ثورة شعبية عارمة في فبراير/شباط الماضي تطالب برحيله، بعد أن قضى على رأس الحكم أكثر من أربعة عقود.
وكان عبد السلام جلود -الذي أبعده القذافي عن دائرة القرار منذ تسعينيات القرن الماضي، بعد أن ظل الرجل الثاني في البلاد لفترة طويلة- قد أعلن أمس الجمعة انضمامه للثوار في الجبل الغربي.
وفي وقت لاحق قال مصدر حكومي تونسي اليوم إن جلود وصل إلى جنوب تونس ليل الجمعة، و"سلم نفسه للجيش التونسي قبل أن يكون قطريون في استقباله"، مشيرا إلى أن إيطاليا قد تكون مجرد محطة توقف قبل أن يستقر جلود في مكان آخر.
من جهتها عمدت السلطات الليبية إلى التقليل من أهمية ما سمته "فرار" جلود، مشيرة إلى أنه انسحب من الحياة السياسية منذ وقت طويل. وقالت وكالة الأنباء الليبية (جانا) إن "عبد السلام جلود كما هو معلوم ترك العمل السياسي بإرادته منذ فترة، وهو يقضي جل وقته خارج ليبيا لغرض العلاج، حيث يعاني من أمراض في القلب".
وكان جلود من أبرز الضباط الذين شاركوا في ثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول التي قادت القذافي للسلطة، وظل من أقرب القريبين منه، واعتبر لوقت طويل الرجل الثاني في النظام قبل أن يتم استبعاده اعتبارا من عام 1990، ووضع قيد الإقامة الجبرية لأعوام عدة.
وجاء انشقاق جلود بعد أيام قليلة من إعلان وصول وزير الداخلية الليبي نصر المبروك عبد الله إلى القاهرة بتأشيرة سياحية قادما من تونس بصحبة عائلته، في زيارة لم يعلن عنها من قبل.