موسم الهجرة إلى الشمال، هي رواية كتبها السوداني الطيب صالح في أيلول/سيبتمبر1966، تحدث فيها عن موسم هجرة شاب سوداني إلى عاصمة "الضباب" لندن ليواصل تعليمه هناك ونحن سنتحدث عن موسم هجرة اللاعبين الليبيين نحو الدوري التونسي.
الغث والسمين يدرك أن آلة الحرب تدخل الرياضين في سرداب مظلم مخيف من متاهات الضياع وعدم مواصلة احتراف الرياضة.
ومع اندلاع مسيرة التحرير في ثورة 17 شباط/فبراير 2011 حتّم على لاعبي كرة القدم في ليبيا شد الرحال نحو الشمال، أي نحو الدوري التونسي، حيث بلغ عدد اللاعبين هناك13 لاعباً.
ولم يسبق للدوري التونسي أن شهد وجود أكثر من لاعبين ليبيين في موسم واحد. الاستثناء كان في موسم 2003/2004 حين لعب نادر الطرهوني لفريق الصفاقسي بينما كان طارق التايب ينتمي للنجم الساحلي.
مرور اللاعبين الليبيين في الدوري التونسي هذا العام لم يكن في الخفاء، فظهرت أسماء العديد من اللاعبين على غرار المهاجم أحمد محمود الزوي (النادي البنزرتي) ومحمد الصناني ( الاتحاد المنستيري) وأحمد سعد في النادي الإفريقي.
الزوي "المعادلة الصعبة"منذ قدومه الى تونس من فريق الاتحاد الليبي إلى فريق النادي البنزرتي (قرش الشمال)، يقدم الزوي (29عاماً) الملقب "بالقناص" أقوى العروض بتصدره سلم ترتيب الهدافين بـ6 أهداف بعد مرور سبعة أسابيع على قص شريط انطلاقة الدوري التونسي.
وساهم الزوي بشكل كبير في اعتلاء فريقه صدارة الدوري التونسي برصيد 19 نقطة.
الصناني "القلب النابض"لم يكن أحد داخل قلعة فريق الاتحاد المنستيري يتوقع ظهور اللاعب الصناني (27 عاماً) بهذا المستوى الجيّد والرفيع.
الصناني لعب لفريق الإتحاد الليبي وتوّج معه في ثماني مناسبات بكأس ليبيا و9 بطولات، ويلقب الصناني" بالمقاتل" داخل الملاعب مما جعل جماهير فريق "الرباط" تختاره كأحسن لاعب في العديد من مباريات الدوري. وهو يعتبر "دينامو" فريق الاتحاد المنستيري بما أنه قلبه النابض.
ثلاثي الترجي الجرجيسيقبل أن يغادر المدرب طارق ثابت فريق ترجي جرجيس، هندس منذ قدومه لفريق عاصمة الزياتين صفقة التعاقد مع ثلاثي فريق خليج سرت الليبي، المدافع حسين الإدريسي (25عاماً) ولاعب الوسط طارق الصيد (25عاماً) والمهاجم أحمد التربي (19 عاماً) الذي كان على مقربة من التعاقد مع الاهلي المصري، حيث أن ثابت يعلم مدى إمكانيات هؤلاء اللاعبين بعد ان أشرف على تدريب خليج سرت.
ثلاثي آخر ...نسج فريق الشبيبة القيروانية على منوال مواطنه الترجي الجرجيسي بتعاقده مع ثلاثي ليبي، المدافع عادل الشاعري (30 عاماً) ولاعب الوسط منصور البريكي (26 عاماً)، والمهاجم أحمد بن عبد القادر ( 24عاماً)، العارف بكرة القدم التونسية والذي لعب لفريق مستقبل المرسى.
سعد واللافيينتظر جماهير الإفريقي التونسي بفارغ الصبر إبداعات المهاجم المتميز أحمد سعد (31 عاماً) القادم من أهلي طرابلس الليبي على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد حيث أن سعد يعتبر المهاجم رقم واحد في ليبيا وتوّج في أعقاب موسم2005/2006 أحسن لاعب في بلده .
المهاجم الليبي لم يشارك كثيراً مع الإفريقي حيث أن قدومه أتى بعد إغلاق القائمة الإفريقية التي تخوّله اللعب مع فريق الأحمر والأبيض في كأس الاتحاد الإفريقي التي انتهت بتتويج المغرب الفاسي باللقب.
أما المدافع ربيع اللافي (20عاماً) فلم يجد لنفسه مكاناً أساسياً في تشكيلة الإفريقي لشدة المنافسة على مركز الظهير الأيمن في الفريق لكنه يشارك باستمرار مع فريق الشباب .
التيجاني في انتظار الترخيصمنذ توقيعه على العقد في شهر تموز/يوليو 2011 مع فريق النجم الخلادي الصاعد الجديد إلى الدرجة الممتازة لم يشارك المهاجم محمد التيجاني (23 عاماً) في أية مباراة خاضها فريقه وذلك لأسباب قانونية تتمثل في عدم حصوله على ترخيص من الاتحاد الليبي لكرة القدم ليكون مؤهلاً للعب مع فريق بني خلاد، إذ أن مشاركته مع فريق النجم ستكون دعامة للنادي باعتبار انه سجل 11 هدفاً في 13 مباراة لعبها مع أهلي طرابلس قبل اندلاع الثورة الليبية.
ومن جهة أخرى، لاعب الوسط مروان المبروك التحق بزميله التيجاني لصفوف فريق النجم الخلادي على أن ينطلق في الدفاع عن ألوان النادي بعد فتح أبواب الانتقالات الشتوية.
تعزيز هامبتوقيع المهاجم أحمد المصلي (32عاماً) مع فريق النادي البنزرتي لمدة سنة ونصف انضم إلى مواطنه هداف الدوري التونسي أحمد الزوي، ليشكلا بذلك قوة هجومية ضاربة لمتصدر الترتيب.
وسبق للمصلي الذي يلقب "بمرعب الحراس"، أن لعب في الدوري التونسي مع فريق الملعب، وقد سطع نجمه مع فريق المدينة الليبي ولعب كذلك لنادي العربي الكويتي سنة 2008 وتنقل بين فرق بلاده حيث ارتدى زي النصر وأهلي بنغازي والتحدي.
في خانة المنتخبيصب احتراف اللاعبين الليبيين في خانة المنتخب الذي يستعد لخوض غمار كأس الأمم الإفريقية التي باتت على الأبواب والتي سيقص شريط انطلاقتها في 21 كانون الثاني/يناير 2012 في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو" على أن يكون مسك الختام في مدينة "ليبروفيل" الغابونية.
ينافس منتخب الصحراء الكبرى ضمن المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات السنغال وزامبيا التي كانت قد لعبت مع ليبيا في نفس مجموعة التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا.
ويستهل المنتخب الليبي مشاركته في العرس الإفريقي بمواجهة أصحاب الأرض منتخب غينيا الاستوائية.
على خطى التايبيسعى اللاعبون الليبيون المحترفون في الدوري التونسي لإتباع خطوات صانع الألعاب طارق التايب الذي أبدع وأمتع وقدم عروضاً رائعة وجلب إليه الأنظار إذ أنه اللاعب الليبي الوحيد الذي لعب لثلاثة أندية كبرى في تونس حيث انطلقت مسيرته من بوابة فريق عاصمة الجنوب النادي الصفاقسي (2000) لينتقل بعد ذلك إلى جوهرة الساحل ليلعب لصالح فريق النجم الرياضي الساحلي (2002) قبل أن ينهي مشواره برفقة كتيبة القلعة الحمراء فريق النادي الإفريقي (2003).
وسبق للاعب الليبي أكرم الهمالي المكوث طويلاً في الدوري التونسي وانتقل بين العديد من الأندية على غرار مستقبل المرسى والنادي البنزرتي والاولمبي الباجي والترجي الجرجيسي والاتحاد المنستيري.
حتى اللاعب بن عبد القادر العائد للدوري التونسي حديثاً عبر فريق الشبيبة القيروانية مر بتجربة استمرت لموسمين مع مستقبل المرسى قبل أن يلتحق بمستقبل القصرين المنتمي لدوري الدرجة الثانية.
الراعي يستنجد بالدوري التونسيبدوره شد الحكم الدولي الليبي عادل الراعي الرحال باتجاه الشمال نحو الدوري التونسي حتى لا تتوقف مسيرته التحكيمية، وذلك بناءً على نصيحة الاتحاد الإفريقي لكي يحافظ على مكانه ضمن حكام النخبة في إفريقيا، وينتظر أن يتم تعيينه في إدارة مباريات، بعد أن تخطى الاختبارات البدنية بنجاح وتم قبول ملفه لدى الاتحاد التونسي.
يبدو أن موسم هجرة اللاعبين الليبيين باتجاه الشمال لن تتوقف عند هذا الحد، فالأيام القليلة القادمة ستحمل معها أسماء لاعبين آخرين مرشحين لتقديم أوراق اعتمادهم في الدوري التونسي والانضمام إلى الفرق هناك، فالعدد مرشح للارتفاع وموسم الهجرة لا يزال مفتوحاً حتى 15 كانون الثاني/يناير 2012.