حتى وهي تتعافى من آثار الثورة، تتحول ليبيا بسرعة في الوقت الراهن إلى ملاذ للآلاف من اللاجئين الهاربين من نزيف الدماء في سوريا حيث تشهد مدينة بنغازي الواقعة في شرق البلاد، والتي مثلت نقطة انطلاق الجهد الرامي لإطاحة بالقذافي وصول حافلات مكتظة قادمة من سوريا بشكل يومي.
ويقول محمد جمال رئيس الجالية السورية في المدينة: “إن هناك 4000 عائلة سورية لجأت إلى مدينة بنغازي خلال الأسابيع القليلة الماضية وهو عدد يتزايد يوماً بعد يوم”. ويضيف جمال: “تصل الحافلات يوميّاً وهي مكتظة عن آخرها وتعود خالية تماماً، وقد زاد عددها فبعد أن كان المعدل حافلتين في الأسبوع أصبح الآن حافلتين في اليوم”.
والعائلات السورية اللاجئة تصل إلى بنغازي بعد رحلة شاقة تعبر فيها حافلاتها من سوريا إلى الأردن في البداية، ثم من الأردن إلى مصر بحراً عبر ميناء نويبع، ثم تقطع الطريق عبر شبه جزيرة سيناء وقناة السويس إلى الطريق الساحلي المحاذي للبحر الأبيض المتوسط للوصول إلى الحدود الليبية ثم الدخول بعد ذلك إلى مدينة بنغازي في أي ساعة من ساعات الليل والنهار.
والعائلات السورية تصل إلى مدينة مرهقة ما زالت القمامة التي لم يتم جمعها تملأ طرقاتها، كما لم تفتح مدارسها سوى مؤخراً، ولم يبدأ سكانها في العودة للعمل إلا منذ فترة قريبة، وتذيع محطة إذاعتها إعلانات متكررة تحذر فيها السكان من خطورة التقاط أي جسم غريب سواء كان قنبلة أو صاروخاً أو قذائف دبابات ما زالت متناثرة في كل مكان بعد أن انتهى القتال.
<P style="TEXT-ALIGN: justify" dir=rtl align=right>
وعلى رغم الظروف الحالية في المدينة وفي البلاد عموماً فإن السوريين يقولون إن ليبيا تعتبر واحدة من الدول التي يمكن أن يشعروا بالأمان فيها حقاً.
ويفصّل أحد اللاجئين السوريين موضحاً ذلك: “إن ليبيا حرة الآن فليست هناك شرطة سرية تعد عليك حركاتك وسكناتك”. ويضيف هذا اللاجئ الذي كان خائفاً إلى درجة أنه رفض ذكر اسمه: “لقد أنجز الليبيون ثورتهم.