تونس لا تزال تستقبل أفواج اللاجئين الليبيين

يتوافد أكثر من 9000 لاجئ ليبي يومياً على معبر رأس جدير للدخول إلى تونس، حسب مسؤولي الجمارك والأمن.

لم تخفف انتصارات الثوار نزوح أفواج اللاجئين من بلادهم التي تمزقها الحرب، وحيث شحّت المؤن الأساسية، وتقطعت الخدمات الضرورية، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية .

وقد جاء معظم الليبيين إلى تونس بحثاً عن العلاج الطبي، خاصة بعد تعهد المجلس الوطني الانتقالي الشهر الماضي بمساعدة العائلات الليبية في تغطية مصاريف العلاج.

وقال عبد المجيد بالريش الذي قدم من طرابلس إن "المستشفيات تعاني من نقص في الطاقم الطبي بعدما غادر جميع الموظفين الأجانب البلاد، كما هناك نقص في اللوازم الطبية وشح في الأدوية. وأصبح الطاقم الطبي الذي يعمل في المستشفى يكرّس اهتمامه لمعالجة الحالات الطارئة ويتغاضى عن علاج باقي الأمراض التي نعاني منها نحن".

وتعج المستشفيات وكذلك المصحات في تونس هذه الأيام بالمرضى القادمين إليها من ليبيا. حيث يؤكد بالريش أن القطاع الصحي في ليبيا يعيش حالياً أزمة خانقة، ولم يعد قادرا على تلبية كل احتياجات جرحى الحرب والمرضى العاديين.

من جهته يقول سليم الفقيه مسؤول تجاري بإحدى المصحات الخاصة في مدينة صفاقس إن حوالي 90 بالمائة من الذين يترددون حالياً على العيادات هم مرضى ليبيون، يعاني أغلبهم من إصابات وكسور مختلفة ومتفاوتة الخطورة، لحقت بهم من خلال تعرضهم لشظايا القنابل والصواريخ جرّاء النزاع الليبي، فيما يعاني الآخرون من بعض الأمراض المزمنة المألوفة على غرار السكري والعجز الكلوي.

وفي هذا السياق ولتجنيب المرضى الليبيين عناء السفر، أرسلت وزارة الصحة التونسية يوم الخميس 8 سبتمبر فريقا طبيا متكونا من 15 إطارا طبيا وشبه طبي وكميات من الأدوية والمعدات الطبية إلى المستشفى المركزي في منطقة غريان الليبية. وتهدف هذه المباردة إلى مساعدة الأطباء الليبيين في إجراء عمليات جراحية ومعالجة المتضررين من الحرب.

فيما غادر بعض السكان الأراضي الليبية لتلقي العلاج، فر البعض الآخر هروباً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنقص المتواصل في السلع الأساسية.

هذا هو حال أم رضوان التي قالت لمغاربية "لا يزال الوضع سيئا، فالحصول على بعض المواد الغذائية أمر في غاية الصعوبة. وللأسف فهذا الوضع الصعب يحتاج إلى عدة أسابيع قبل أن يعود إلى طبيعته التي كان عليها قبل الحرب".

وتتابع إم رضوان في شكواها من ندرة في المواد الأساسية كالحليب وغاز الطهي والخبز بالإضافة إلى الغلاء الفاحش. ومع كل ذلك، فهناك شعور بالتفاؤل بين المواطنين.

وتأكيداً على هذا التفاؤل، قال خالد نصار "بعدما أزحنا العقبة الأساسية التي أعاقت تطور بلدنا، لدينا اليوم فرصة لتغيير بلدنا ووضعها على الطريق الصحيح. رغم كل الصعوبات التي نواجهها، أنا متأكد من أن الشعب الليبي سينجح في بناء ليبيا الجديدة، الدولة الحقيقية التي نحلم بها".

ربي يبارك فيهم خوتنا في تونس كفو وفو وربي يجازيهم خير ان شاء الله