عاد يوفنتوس من ميلانو بالنقاط الكاملة من مواجهة إنتر على ملعب سان سيرو بعدما
هزمه بهدفين مقابل هدف واحد، تقدم الضيوف أولًا عبر ميركو فوشينيتش قبل أن يُسجل
دوجلاس مايكون هدف التعادل للنيرادزوري لكن كلاوديو ماركيزيو عاد وسجل هدف الفوز
الغالي للبيانكونيري.
الآن إلى أبرز ملاحظات المباراة
....
الإيجابيات:انتصار مهم ليوفنتوس يؤكد طموحاته
الكبيرة هذا الموسم وأنه عاد ليكون أحد فرق الصدارة في إيطاليا بعد تراجعه في
الفترة الأخيرة، الفريق لعب مباراة كبيرة خاصة على الصعيد التكتيكي
والبدني.
أوضحت المباراة أن كلا المدربين درسا جيدًا المنافس ونقاط قوته
وضعفه وقد ظهر هذا في الشوط الأول من خلال تركيز يوفنتوس على الهجوم من الجبهة
اليُسرى لإنتر وهي الأضعف دفاعيًا والعكس صحيح لإنتر الذي هاجم بشراسة جبهة كيليني
التي تُعاني قبل أن يتحرك كونتي ويتراجع مايكون بدنيًا.
تحرك المدرب كونتي
سريعًا خلال اللقاء لسد الثغرة اليُسرى في فريقه بوضع سيموني بيبي في ذلك الجانب
أمام كيليني مما ساهم كثيرًا في تراجع الضغط الإنتراوي، وهذا يُحسب للمدرب وإدارته
للمباراة.
التنظيم الدفاعي الممتاز ليوفنتوس خلال الشوط الثاني من المباراة
للحفاظ على فارق الهدف، فقد نجح وسط ودفاع الفريق في وأد كل هجمات إنتر عند بدايتها
بحيث لم يصل بوفون سوى القليل منها وإن كان ذلك قد جاء على حساب الهجوم وهي نقطة
سلبية سنتحدث عنها.
مشاركة دل بييرو بدلًا من فوشينيتش تغيير يُحسب لكونتي
لأن خبرة أليكس أكبر كثيرًا بجانب أن قدرته على الحفاظ على الكرة بين أقدامه حتى
يُخفف الضغط على دفاع فريقه أفضل، وذلك ما حدث في الدقائق
الأخيرة.
السلبيات:الشوط الثاني لم يأت على مستوى
الأول خاصة من حيث المحاولات الهجومية والفرص الخطيرة، فرض يوفنتوس أسلوبه الواقعي
على الملعب واستسلم الإنتر لذلك لأنه سيطر سلبيًا على الكرة لكنه لم يخلق الكثير من
الفرص على مرمى بوفون.
الأداء السيء للجبهة اليُسرى لإنتر دفاعيًا وهجوميًا
طوال فترات اللقاء تقريبًا، فالظهير الأيسر ناجاتومو ظهر بمستوى ضعيف للغاية وكذلك
قلب الدفاع الأيسر كيفو مارس هوايته بالخطأ في الرقابة والضغط الدفاعي على المنافس
مما كلف فريقهما الكثير من الهجمات الخطيرة ليوفنتوس، وقد زاد من صعوبة ذلك تركيز
كونتي على الهجوم من تلك الجبهة بوضع فوشينيتش في الجانب الأيمن.
التغييرات
السلبية لكلاوديو رانييري، إخراج زاراتي أراح دفاع يوفنتوس لأنه الأكثر سرعة ومهارة
في هجوم إنتر خاصة أن بديله كان الشاب كاستاينوس هو لا يمتلك أي خبرة في تلك
المباريات ومن الطبيعي أن يستسلم للضغط النفسي والذهني خلالها، كذلك مشاركة ريكي
ألفاريز بدلًا من شنايدر كانت غريبة في ظل تواجد ميليتو على مقاعد البدلاء وهو صاحب
اللمسة الحاسمة داخل منطقة الجزاء رغم تراجع مستواه مؤخرًا بجانب أن ألفاريز لم
يظهر بالمستوى الذي يؤهله للعب مثل تلك المباريات خاصة على المستوى الذهني والبدني
وطبعًا خروج الهولندي لو لم يكن مصابًا خطأ كبير للغاية.
السيطرة السلبية
لإنتر على الملعب والعُقم الهجومي الكبير فيما يخص صناعة الفرص على مرمى بوفون في
الشوط الثاني، ذلك نشأ من افتقاد الفريق للحركة دون كرة نتيجة تراجع ملموس في
الجانب البدني لبعض اللاعبين وأيضًا للتغييرات السلبية من رانييري وطبعًا للأداء
الدفاعي المميز من يوفنتوس.
أرى أن تراجع كونتي الدفاعي المبالغ به في الشوط
الثاني لم يكن الطريقة الأفضل لإدارة الشوط بل مثّل لُعبًا بالنار من جانب المدرب،
فقد عاد كثيرًا لوسط ملعبه ومنع تقدم الوسط والأظهرة لدعم الهجوم مما منع أي خطورة
على مرمى النيرادزوري سوى في لقطات نادرة ... ذلك دعمه التغيير الأول السلبي بخروج
ماتري ومشاركة إيستاجاريبا وهو تغيير أراح دفاع الإنتر كثيرًا وجعله يتقدم أكثر
ليضغط اليوفنتوس خاصة أن فوشينيتش أصبح يلعب في العمق وهنا منح الجبهة اليُسرى حرية
الحركة وأراحها من قلق دائم، تلك العودة الدفاعية كادت أن تتسبب في ضياع النقاط
الثلاثة لأن فارق الهدف غير مضمون أبدًا لكن سلبية هجوم الإنتر ساعدته
كثيرًا.