لأننا عائلتك الوحيدة..ولأنك نجمنا الأوحد..ولأن هناك 25 ألف مشجع قلوبهم محطمة
لأجلك..يا نجمي الأوحد!
وجدت نفسي في خضم تأثري بالأخبار المتعلقة بنجم
الميلان والآتزوري أنتونيو كاسانو أقلب في إرشيفي الخاص بهذا اللاعب الذي تابعته في
بداياته عندما كان شاباً مراهقاً يلهو بالكرة في ملعب السان نيكولا ويرسل البسمات
والقبلات لجمهور الملعب بعد أن راقص دفاع الإنتر ودك مرمى حارس المنتخب الإيطالي
الأول آنذاك تولدو، لقد كان معجزة باري وهو نفسه من دفع فيه الجيالوروسي "روما"
مبلغاً قياساً ليصبح أغلى ناشيء في التاريخ.
مستقبل كاسانو كلاعب كرة في
خطر!
وجدتني أيضاً قد تحدثت مع أحد الأصدقاء الملهمين بعشق سامبدوريا عندما
كان الفانتانتونيو مرشحاً في آخر سوق الانتقالات للذهاب للإنتر أو اليوفي..كان
الجميع يتحدث عن الوجهة الأفضل للنجم المرح الذي كان يقدم أعظم مستوياته في
الماراتسي بفانلة البلوتشيركياتي ودوماً ما انصب الحديث عن فائدة الصفقة لأيٍ من
اليوفي أو إنتر دون أي تطرق للتأثير السلبي الذي سيخلفه رحيل أنتونيو.
وقتها
وقفت جماهير سامبدوريا التي أعترف أنها الأفضل في إيطاليا فالجمهور الدورياني فنان
بطبعه ويقدم اللوحات والأهازيج والأعلام البديعة والموسيقية الجميلة، كانوا يعيشون
يومهم بأكمله في عشق هذا الكيان رغم أنه ليس بفريق بطولة ولا يملك أسماءاً تفرد لها
الصفحات ويقام لها الندوات واستوديوهات النقاش..لكنهم كانوا في حبهم أعتى
العشاق.
فقد بعثت جماهير الدوريا برسالة للبيتر بان فيها 10 أسباب منطقية
لكي لا يرحل عنهم، وكان من ضمن هذه الأسباب أنه " أن هناك 25 ألف أحمق محطمة قلوبهم
من أجلك"!، أليس هذا جميلاً؟ ألا تحس بالانسيابية والتعلق الشديد بالقميص وبمن
يرتديه من هذا الجمهور في سياق هذه الجملة البديعة؟! الجمهور الذي لا يحلم بدوري
الأبطال أو بالأسكوديتو حتى فأحلامه أبسط من ذلك لكن بالنسبة لهم عظيمة، وفي الأخير
ربما حطم الفانتانتونيو قلوبهم أو لم يحطمها - ولسنا هنا في موضع لنقاش ذلك
إطلاقاً فأرجوا أن لا يناقش ذلك أحد!!!- لكنهم بالتأكيد يملكون قلب أحمق لا يوجد
مثله في تفرده وعبقريته!. - لقد وجد حتى في ليجوريا حبه الأوحد وزوجته كارولينا
لاعبة الكرة الطائرة".
إن لديهم ملكية تمييز الجمال والعشق الغير مدفوع
الثمن، وربما يقلل البعض من القيمة التي يتعلق بها هؤلاء المحبين بفريقهم ولكن
عليهم أن يقدرو أن لهم حلم أو انجاز مثل صعود دوري الأبطال يعيشون ويبيتون عليه كل
ليلة، فهناك قناعة وتقبل وإدراك مدهش لقيمة الأشياء حتى لو لم تكن
الأعظم.
فليست دائماً سيدة القصر أو ابنة الملك هى أجمل نساء القرية، وربما
استمتع أنا بمشاهدة فريقي الغير عظيم كأسماء لاعبين وصيت "وهو ليس سامبدوريا
بالمناسبة" أكثر من تمتعي بمشاهدة البارسا!. ولا أملك ذرة شك داخلي أنه أجمل فريق
كرة قدم داخل قلبي على الإطلاق،أقول ذلك وأنا لا أملك أذن فأر ولا أنف
أرنب!.
إن كاسانو الذي رحل من سامبدوريا يعد خلاف مصطنع من الرئيس جاروني
الذي تسبب في رحيل معشوق الماراتسي في خطأ تكبد على إثره سقوط فريقه العريق للسيريا
بي.. لم يقلل من حب "الكاسانيتا" داخل قلوب الكيان الليجوري بأكمله فلقد ذهب
للروسونيري وارتدى فانلته ولكنه لم يحس أبداً أنه النجم والملك المتوج كما كان في
اللويجي فيرارايس مع السامب الذي أعاد لكاسانو شبابه وأعاد كاسانو للسامب
رونقه.
ولعل التعاطف الذي أظهرته جميع إيطاليا تجاه أنتونيو الذي يلعب
للميلان، فجاء التعاطف والتأثر لحالة كاسانو المرضية التي قد تقضي على مسيرته من
تورينو ومن جماهير الغريم التقليدي "إنتر" ومن فلورنسا وروما، ليس لأن آمال
الآتزوري معلقة به فيما هو قادم من مناسبات، ولكن لأنه أيضاً لاعب شبه محبوب من
الجميع رغم مشاغباته ومشاكساته..رغم مشاكله مع الصحفيين وتوتره السابق مع مدربه
كابيلو..رغم زيادة وزنه في مدريد ورغم كل منحى سلبي..لكن صاحب الابتسامة الدائمة
التي لا تفارقه والروح المرحة والموهبة الفطرية الخارقة.. قلوبنا جميعاً محطمة
لأجله.