قال رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الرحيم الكيب إن الثوار سيكون لهم دور بارز في شؤون الدولة المقبلة، متعهدا ببرامج تستوعب جميع الثوار سواء في قوى الأمن الوطني أو الجيش أو مؤسسات المجتمع المدني.
وقال مراسل الجزيرة في طرابلس نعيم العشيبي إن تصريحات الكيب جاءت بعد تظاهر عشرات الثوار في العاصمة الليبية للمطالبة بعدم التمييز في التعامل معهم ولتوفير وظائف ورواتب متأخرة.
وقد سعى الكيب إلى تهدئة المحتجين الغاضبين، وسمح للمتظاهرين بالدخول إلى ساحة الوزارة ووقف بينهم.
وبينما ذكّر الكيب المحتجين بأن موارد الحكومة محدودة، أبلغهم بأنه ستكون هناك برامج تستوعب جميع الثوار سواء في قوى الأمن الوطني أو في الجيش الوطني أو في مؤسسات المجتمع المدني.
وقال إنه يركز على سبل إيجاد فرص عمل مجدية في وقت السلم للمقاتلين السابقين الذين يثير وجودهم في الشوارع مخاوف بشأن مستقبل ليبيا إذا لم تلب الإدارة الجديدة مطالبهم.
وأضاف "أن الأمر ليس مجرد أن نقول لهم: حسنا سلموا أسلحتكم وعودوا إلى بيوتكم، ليس هذا هو النهج الذي سنتبعه". وشدد على أن الحكومة "ستنظر في القضايا المطروحة وتقيمها، وستضع برامج لرعايتهم ومساعدتهم وإشعارهم بأهميتهم".
وحظي الكيب باستقبال حار من المتظاهرين المسلحين بعدما وعد بحصول الجميع على حقوقهم في ظل الديمقراطية الجديدة.
لكنه حذر بعدما سار وسط جموع المتظاهرين وصافح بعضهم من أنه "لا يملك عصا سحرية لصنع المعجزات".
من جانبه أكد رئيس اللجنة الأمنية العليا عبد الرزاق العريدي أن اللجنة بصدد إنشاء خريطة تنظيمية من أجل القضاء على المشاكل المطروحة والمساواة بين الثوار.
جنوب أفريقيا
على صعيد آخر تعهدت جنوب أفريقيا الخميس بالعمل مع الأمم المتحدة والدول العربية للمساعدة على استقرار ليبيا بعدما رفضت في وقت سابق الاعتراف بالحكام الجدد للبلاد.
وقال الرئيس جاكوب زوما "تقف جنوب أفريقيا على أهبة الاستعداد للمساعدة بأي طريقة ممكنة كي يمكن لليبيا العودة إلى الحياة الطبيعية".
وأضاف ردا على سؤال برلماني أنه سيعمل "مع الأمم المتحدة والجامعة العربية وغيرهما من الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار في ليبيا لتسهيل العملية الانتقالية تجاه المؤسسات الديمقراطية".
وجعلت العلاقات القوية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إدارة زوما مترددة في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي.
وقال زوما إن انتقال جنوب أفريقيا إلى الديمقراطية قبل 17 عاما مضت يعني أن لديها تجربة فريدة يمكن أن تنقلها للنظام الجديد.
وأضاف أن "تجربتنا في المصالحة وأيضا دمج القوات المسلحة والانتقال إلى الحكم الديمقراطي، يمكن أن تكون ذات صلة في المرحلة الحالية بعد الصراع في ليبيا".