يوما ما .. كان يختال كالطاووس فوق رؤوس الأبرياء
في الصبح يشرب .. دمعهم
وفي الليل يسكر .. بالدماء
ويصف نفسه بعديد الألقاب
ويقول إن الحكم شئ من صفات الأنبياء
وبأنه رب الخليقة حينما يعطي ويمنع ما يشاء
وبأنه يهب الخلود لمن يرى
يختار من يحيا .. ومن يمضي إلي دار الفناء
وبأنه قدر إذا ما قال شيئاً لا يرد له قضاء
لكن الله أكبر .. الله أكبر فوق كل من طغي وتكبر
بالأمس مات .. وهو على قيد الحياة
عندما خرجت صيحات تندد وتطالب بإسقاطه والخلاص
وسيأتي يوم نراه والكلاب تجره والقبر يلفظه وتلعنه السماء
كانت طوابير النفاق تطوف حول رفاته
تدعو له والله يرفض أن يجيب لهم دعاء
وعلى بقايا القبر فئران وأشلاء يبعثرها الهواء
فأين جبروته وأين تكبره ..
فلم يبقي غير الصمت .. واللعنات تطلقها قلوب الأبرياء
وها هي صرخات الحرية عاد صداها يطوف البلاد
بعد أن صمتت سنيناً وأعوام
فتراب ليبيا الآن كالعذراء تبكي
تمسح الآهات عن صدر الحيارى الضعفاء
فيا الله ..يا الله .. يا الله .. يا الله
أنت الواحد الباقي وعصر القهر يطويه الفناء
كل الطغاة وإن تمادى ظلمهم يتساقطون
وأنت دوماً وابدأ تفعل ما تشاء